Wednesday, December 22, 2010

الحكاية

الحكاية ليست علامة على شفاء الراوي، الحكاية مجرد حيلة نفسية نتقنها كي تدثر جروحنا جيدا فلا نراها، فيصبح نسيانها أمر سهل. فالحكاية التي نرويها هي قطعا ليست الحكاية التي حدثت بكل تفاصيلها وتسببت بطريقة قد تبدو غير مفهومة لحظتها في إحداث جروح غائرة في أرواحنا، لكن طريقتها تبدو مفهومة ومعقولة وقابلة للتصديق عندما نحكيها، نحكيها على هوانا، وفق رؤانا، نسلط الضوء على أجزاء بعينها ، ونضخم أخرى، ونعتم على تفاصيل قد تفسد سرد الرواية ، نحرص على أن تخرج على مقاس وجعنا الذي نصدره للآخرين المنجذبين لكل ماهو مروي لأنه بضرورة يحمل جزء من جراحهم.

لا يتعلق الأمر بالحكاية، ولا بالجراح، ولكنه بالخدعة التي نمارسها كل صباح، لنفاجأ ذات ظهيرة بدماء تلوث صدورنا، خرجت دفعة واحدة من جرح نسينا أمره في "قفلة" حكاية مسائية سردناها بآداء درامي عالي، فقط لمجرد مرور بطلها أمامنا

* الجملة للكاتب والروائي علاء خالد

Thursday, December 2, 2010

قرار


هذه المرة لن يكون سواي، وبعض شهوة يلقي بها إلي هلالٌ حديث الولادة

وأفكار مشبعة بالهواء الرطب، تجاري حركتي البطيئة في النمو.

أمضي بهدوء مصطنع مخلفة ورائي ما تهشم مني، دون أن ألتفت كي لا يصيبني منه جراح

أترك مساحة تكفي لاشتعالات صغيرة، تحدثها كلمات لا تعنى سوى حروفها، دون أن أسرع لإطفاءها

فيما سأسمح لفمي بالنطق بالكلمات المحرمة ولقدمي بعبور الخطوط الحمراء ،، ولقلبي بالكفر بكل الأفكار الساذجة

سأتخلى - ربما للمرة الأولى- عن اتباع التعليمات المثبته بإحكام بجانب لوحة مفاتيح عقلي

حينها، سأغمض عيني لمدة طويلة ثم ألقي بجسدي المتعب من فوق السور العالي، ليهبط بسرعة تناسب ثقل روحي, دون أن أخشى الإرتطام بالأرض

Wednesday, October 27, 2010

عادة يومية

سيقرأ كلماتي .. بتمهل, وسيتوقف باهتمام عند الأفعال المضارعة تحديدا, سيحاول ردها لأصولها كي يكشف عن كذبها

سيصل كل ضمير بصاحبه, ليصنع شبكة من العلاقات التي يجزم في كل مرة أنه على دراية بها من قبل أن تشي بها سطوري

سيدقق في الحروف المتشابكة كي يلمح أثر قبلته المسائية المتأخر, وسيقنع نفسه أن حروف المد المتناثرة على طول النص ما هي إلا نشوتي بمروره..

سيشعل سيجارة , ينفخ دخانها في السقف المزخرف بأضواء السيارات , وينسى كل ذلك!

Thursday, October 21, 2010

فنجان

تخبرني قارئة الفنجان أن ثعالبا تستكين لقبضة حبلي

كلبا يتشبث بذيل حصان

ووجوها تملأ فضاء روحي,, تمنع عن صدري الهواء

تخبرني.. أن رمالا كثيفة تمنعني من اجتياز الطريق, وأني وحدي القادرة على ازاحتها, لكنها تتعمد ألا تخبرني كيف؟

:تتأمل كثيرا في الفنجان الباهت البن, وتقلبه بين أصابعها, ترفع رأسها وتقول
!هناك من يراقبك
تحملق أكثر

..وتكمل
في موته
..
ترفع فنجاني قريبا بما يكفي لاستيضاح معالم رسم ما على الحافة
:وتهمس
في حياتك امرأة

..لا قلب لها
...
...
ولا عينان

تتشمم رائحة الحَب المحترق في قعر الفنجان الأبيض

..وتسألني خيفة
عن عدد من عرفتهم من الرجال
وتجيب بضحك مصنوع
ولكنهم لا يجيدون, فنون القتال

..تخبرني قارئة الفنجان
بأني أُكثر من صنع الأحلام
أخلق عوالما فيها الكثير من البشر
ينقذونني كل ليلة من الغرق في النوم
لكنهم يقطفون أفكار رأسي في الصباح

تخبرني.. المرأة
التي لا تعرف سوى اسمي
أني لا أثق في الفنجان, فأهز رأسي للمرة الأولى.. بالإيجاب

Wednesday, September 22, 2010

إلى من يزورني كل ليلة في الأحلام


إلى من يزورني كل ليلة في الأحلام


خفف من عطرك قليلا,

فهو يلهيني عن متابعة أحلامي بالتركيز المطلوب, فأحلامي هذه الأيام أضعها بين ساعات نومي, لتجعلني ابتسم, إلا أني بمجرد أن أندمج في الحلم الذي يبدو لحظتها واقعا, تهاجم أنفي شديدة الحساسية رائحة عطرك المميز, فأنتبه لوجودك في المكان, ألتفتت إلى يميني فأجدك هناك على حدود الحلم بخلفية سوداء ونظرة لا تكاد تبين.


لحظتها أدرك أنني في حلم, فوجودك صار منذ وقت لم أهتم يوما بحسابه لا يكون إلا في الأحلام...


أعذرني, لا أقصد أن أطردك من مساحة حلمي الليلية, لكن ظهورك غير المبرر كما الصورة المعلقة في المدى, لا تجدد سوى الشوق!


إلا إن كنت تنوي أن تخبرني ذات زيارة بسرك الذي لم يكن هناك متسع كبير من الوقت لتخبرني به لحظة أن... لا ليست هناك لحظة.. لم تمنحنا الحكاية لحظة نتوقف عندها تجعلنا قادرين على العودة إليها لاستكمال الحكاية.


كانت نهاية كما الكوابيس الليلية حيث تنقطع قبل أن يرتطم جسدك بالأرض بثوان معدودة فتكتشف أنك لازلت على سريرك, تأخذ نفسا عميقا وتتابع حياتك دون أن تفكر فيما حدث مرة أخرى.


حتى لو لم تكن لديك تلك النية, سأسرف في الخيال البكر وأقول لنفسي كل صباح كان هنا لأن حنينا قديما دفعه للبحث عني, ولن أصارح نفسي بحقيقة أن حنيني أنا هو من غير مسار أحلامك لتتقاطع مع أحلامي فألمحك كل ليلة.

Thursday, September 2, 2010

بداية ونهاية


ما من بداية تشبه الأخرى ,,, لكن النهايات تفعل !


تبدو البداية بالجدة الذي تنسيك كل ما عرفته من تجاربك السابقة, تبرق كفص زمرد أحمر في إصبع حسناء فتتملكك البهجة وتسرع خطاك نحو القصة وكأنك على موعد مع حبيب


بعد حين تذهلك قدرة الأحداث أن تلتف لتكشف عن وجهها الحقيقي,, المكرر.. إذ يصدرا نفس الأشخا نفس الأحداث وتقع في دوامة "عقدتك" الخاصة , فيبدو أن الخلاص في نهاية مختلفة


لكن كما نعرف تجاور النهايات بعضها بعضا, كما الأواني المستطرقة فلا تنجو إحداها بدون ألم ,, يسري في البدن حتى يصل إلى القلب ... فيوجعه


ما من بداية تشبه الأخرى .... وما من نهاية تشبه الأخرى سوى فيما تتركه من ألم

Monday, August 30, 2010

تعايش


في إحدى مشاهد مسلسل "ربات بيوت بائسات" يساعد ذلك الرجل الخشن ذي السوابق الإجرمية إحدى البطلات على التخلص من حزنها بطريقة بدت للوهلة الأولى حمقاء ولكنها نجحت في إطلاق بركان الحزن المشتعل في جوفها لفقدانها الجنين.. أعطاها بالونة حمراء كبيرة تمثل جميع المشاعر السلبية التي بداخلها.. لتطلقها في السماء متخففة من عبء الحزن...


لا أدري مدى فاعلية الطريقة, لكنها تبدو فاتنة وسحرية كما العالم المؤطر بالشاشة التي أصبحت رفيقتي الأثيرة, أفكر هل حياتنا تخضع لمنطق الشاشة؟ أم أنه مجرد بروفات فاشلة لما سيظهر بعد حين على الشاشة بذلك البريق الخاطف للأنفاس, فيما نبقى نحن على حالنا نسخة باهتة من مشاعرنا التي اختلط فيها الحلم بالحقيقة بالخيال,, فنظل ندور في فلك الممكن والكائن والمستحيل.


أفكر كثيرا, كيف تملؤنا الرغبة في الاستماع لموسيقى تدق بقوة على جروحنا في اللحظة التي تمتليء فيها أرواحنا بالألم؟ أو لماذا نندفع بقوة لا يمكن مقاومتها لمشاهدة مقطع من فيلم يعيد تجسيد ما مررنا به -مع فارق الألق- لنهدهد آهاتنا على رتم الكلمات التي تبدو حينها وكأنها كتبت لنا؟


لا أدري لماذا أطرح الأمر في صيغة سؤال!


لماذا لا أكف عن الجري وراء أسباب كل شيء وأدع الأمور تسير ببساطة فعلها,, أرغب الآن في الإستماع لفريد الأطرش ينغم "علشان ماليش غيرك",, وأتابع بشغف مراهقة حلقات مسلسلي المفضل,, وأكتب على صفحتي الكثير من الكلمات التي لا تعني أحدا سواي... وأترك الهواء يندفع ببساطة إلى داخل رئتي لأشعر بأني حية....

Wednesday, August 25, 2010

ستُخدعين


لم يحدث أن خدعتِ
و
لم تكن النبؤة كافية
تلك التي همست بها عرافة القرية في اذنك المتلهفة للانصات لهديل الحمام يوم أن لمحتك في شرفة بيتكم القديمة
لم تعرفي وقتها أن الخدعة كانت طوق النجاة,, وأن معرفتك المسبقة بما يدبرونه لك .. كانت أشد وطأة من وقع اكتشاف الخديعة
رغم أنك لم تخبريها يوما
لم تخدعي كما قالت العرافة.. عرفتي أن الطريق مسكون بأشباح سود فلم تلق لها بالا,, واكتفيتي بإلقاء ملاءات بيض عليها متمنية
أن تقي قلبك سحرها الأسود
لم تعرف العرافة حينها أنك تعرفين .. ربما أكثر مما يجب
أكثر مما يعرف خادعك.. أكثر مما تعرف نجومها وأحجارها
قالت بكل ثقة
ستُخدعين
فيما عرفتي بعدها بقليل أنك الوحيدة التي "ستَخدعين"
....
البداية كانت عند
"وشم" دينا الحصي

Sunday, August 22, 2010

في محيط النور 2


أن تجلس في وسط دائرة .. تتسع لك ولقلبك المليء بكل الحزن والفرح,, لتسمح لضحكتك بالإنطلاق بأعلى صوت .. تحفز جينات الضحك فيمن على يمينك وعلى يسارك فتعلو الضحكات بدون أسباب واضحة سوى الفرحة المكتملة في الدائرة غير المنتظمة .. فيلتفت إلينا كل مار في محاولة اكتشاف سر النور المنبعث من هذه الدائرة البشرية

..


إفطار مغامير الجماعي تجربة إنسانية ملهمة, تعيد الثقة في وجود كائنات بشرية تستحق أن تتعب لأجلهم ومن أجلهم لأنهم ببساطة وجودهم في محيطك .. كفيلون بإهدائك ابتسامة صافية ودفء حقيقي


..


كل عام وانتم بخير يا مغامير

Tuesday, August 10, 2010

بعودة الأيام

وحسيت إن فعلا رمضان جه,, مش عشان المفتي قال إنه شاف الهلال في سوهاج وتوشكى ولا عشان غنى عبد المطلب إن رمضان جانا رغم إني عمري ما استغنى ياطلب
بس عشان بقالي كام سنة مش بحس بليلة رمضان زي زمان ,, كنت مصممة أفتح عيني كويس وألقط كل بشايره
الصراحة ما خدتش مني الفكرة جهد كبير,, محل الفول والطعمية كان بيقطع البطاطس من الساعة 6 بعد الضهر ولما نزلت الشارع بعد المغرب لقيته خلص تركيب الزينة والكهربا ع المحل وبدأة فعلا يقلي البطاطس
مع آذان العشا ودخولي المسجد اللي أخيرا ركبوا فيه تكييف ومع زحمة العيال الصغيرين ,, وصوت الإمام وهو بيفتتح ليلة رمضان بسورة مريم
ابتسمت برضا حقيقي عن نفسي وعن الحياة, إني قدرت أحس ببهجة رمضان المتخزنة جوا روحي في صوت تلاوة قرآن التراويح
وبتميمة "اللهم اهدينا فيمن هديت"
حسيت لأول مرة من سنين بفرحة هلال رمضان وبكرم الشهر اللي بيمنح كل الناس رغباتهم بدون مفاوضات مسبقة
كل عام ... رمضان كريم
وتقبل الله منا ومنكم

Tuesday, August 3, 2010

أفلام


كنت بتفرج على فيلم "بحب السيما" انهاردة, الحالة بتاعت الفيلم فيها شجن وحنين عالي قوي ,, فكرتني جدا بحالة رواية "ريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر", يمكن اللي ربط بينهم فكرة الولد اللي بيحكي عن شوارع مصر في السيتينات, والحالة كمان مربوطة معايا قوي من ساعة ما قريت عدد مجلة أمكنة بتاع السينما اللي كان فيه حواديت عن السينما وبدايتها في مصر والأفيشات ودور العرض,, مصر والسينما والحنين لزمان في ذكريات ولد صغير, يمكن مش الخلطة دي تحديدا, لكن الحكي وغوايته وسحره الخاص.

كلنا بنحب الحواديت بنسمعها بشغف شديد وبنبقى مستنين تاخدنا لسكك جديدة وعوالم مختلفة, حاجات تخلينا نشوف نفسنا بطريقة أوضح, الأفلام الجيدة بتعمل دا وبتضيفله نكهة جديدة لو متشكلة الحكاية بصور حلوة, زي فيلم بحب السيما الإضاءة فيه كانت ملهمة على مدار الفيلم, حتى النور الواقع على وجوه الشخصيات تقريبا كان محسوب مساحته بالسانتي.


كنت بقول الحكي هو الي بيزود شغفنا سواء بالروايات اللي بنقراها او بالأفلام, يمكن عشان كدا الفيلم بتاع فورست جامب واخد الشعبية دي, طبعا مع التأكيد على جودته الفنية, بس لأنه هو كمان حدوتة حياة واحد مش زي اي واحد فينا واحد ماشي في الدنيا زي ما كلنا بنمشي الهوا بيطوحه في الحتة اللي هو عايزها.


الفيلمين خلوني أفكر ان فيه نوعية من الأعمال الفنية بتبقى متفردة, بتاخد حتة من روح صانعها وتخلدها, وتوزعها على كل المتلقين حسيت جدا بدا في الفيلمين.. واحيانا كتيرة بحسها في روايات أو حتى نص واحد, بيكون عامل زي ما يكون مصنوع بنسيج مأخوذ من القلب والعقل والروح, والمتلقي بيستقبله بنفس الطريقة وكأنه غير قابل للرفض.


السؤال اللي محيرني, ممكن أقدر أعمل دا في يوم؟؟

Wednesday, July 28, 2010

صورتنا

أحيانا أفكر أننا نقتسم مع القدر هندسة حياتنا, لا أعني إرادتنا الواعية التي خلقنا بها وسنحاسب عليها ولكنها إرادة أخرى , غير واعية , تأخذ خطانا في طريق يجعلنا نظهر بالصورة التي تسكننا. ترتب حياتنا بالنسق الذي نؤمن به ولا نجتهد في محاولة تغييره , رغم أننا قد نبذل في سبيل السير على السيناريو المعد مسبقا ضعف ما يمكن أن نبذله لنصنع سيناريو بديل أكثر قربا منا وتحقيقا لرغباتنا الحقيقية.

الصورة التي تحتل بؤرة تركيزنا تتداخل فيها العديد من الألوان, وتحمل بريقا خاصا تستمده من الزمن مما أعطاها قيمة تجعلنا نفكر مرتين قبل أن نزيحها ولو قليلا من أمام أعيننا.

في الغالب لا تعبر هذه الصورة التي نجتهد في أن نكونها عنا بشكل حقيقي, تكون نتاج أفكار مسبقة وآراء تم حفطها في الذاكرة الجمعية وتتسرب كما اللغة إلى كل أفراد الجماعة.

نفزع إذا ما حاول أحدهم خدشها في محاولة مقصودة أو غير مقصودة لتشويهها, رغم عدم ملائمتها لنا تبقى الأشياء التي رافقتنا طويلا عزيزة علينا.

الكلمات السابقة كتبتها في بداية العام الحالي, تشغلني باستمرار فكرة الصورة بجميع أنواعها, اليوم في بحثي في ملفاتي عن شيء ألقم به فم المدونة الجائع ,, وجدتها .

قد لا يكون فيها جديدا وقد تحمل نفسا من الحكمة الذي لم اتعمده يوما وأحاول بجد التخلص منه إيمانا مني بأن "الكلام بيضلوا كلام"

Thursday, July 8, 2010

ألعاب نارية


تمر بمحاذاة رائحته مدثرة بالخوف من اشتعال الذكريات, تحاول أن تلهي نفسها بعد الزهرات المتناثرات حول المكان, غير أنها تفشل في اجتياز الممر دون التعثر برغبتها في البقاء في إطاره


لم ترغب لحظة في اقتسام الحياة معه, تعرف تماما أن حياته كاملة العدد, المرأة فيها مجرد اكتمال مؤقت يؤجل حركته الدائبة في البحث عن الكمال


رغبت فقط في مجاراة اللعبة, بحثا عن مياه جديدة عل روحها تورق من جديد


لم تحسب حسابا للحظة النهاية,, يوم أن تفتقد جذورها للماء,, لحظة اكتشافه أن من العسير أن يشاركه أحدا حياته


لحظة أن تتحول جنة الحب المغوية إلى حديقة بأسوار تحفز لدينا الرغبة في الهرب


حينها


يبدو البعد ملاذا أخيرا آمنا


لكنه يحمل ريحا صرصرا عاتية ,, تلقي بروحها/روحه في سرداب طويل شديد الظلمة


تحاول تجنب المرور من هناك,, فيما يقف هو منتظرا مرورها ,, حريصا كل الحرص أن تنتشر رائحته في دائرة تتسع لغوايتها بالعودة


......



Tuesday, June 15, 2010

كمال

ليس العالم ناقصا, ولا يتطور تطورا بطيئا في طريق طويل إلى الكمال, كلا إنه كامل في كل لحظة, وكل خطيئة تنطوي في داخلها على الغفران, والأطفال الصغار جميعا شيوخ كبار بالإمكان. والرضع جميعا يحملون الومت كامنا فيهم والأموات كافة موعودون بالحياة الأبدية. وليس من الممكن لشخص واحد أن يرى إلى اي مدى بلغ الشخص الآخر من أشواط الطريق.
إن بوذا موجود في اللص مثلما هو موجود في المقامر, واللص موجد في البرهمي. ومن الممكن أثناء التأمل العميق نفي الزمان ورواية الماضي والحاضر والمستقبل جميعا في آن معا, وعندئذ يصبح كل شيء خيرا كاملا براهما, ومن ثم, يبدو لي أن كل ماهو موجود خير الموت والحياة على حد سواء. الخطيئة والقداسة, الحكمة والجنون.
كل شيء ضروري, كل شيء لا يحتاج إلا لموافقتي وتسليمي وفهمي المحب
وحينئذ يصبح كل شيء على خير ما يرام معي, ولا يستطيع شيء ان يصيبني بضر. لقد تعلمت عن طريق جسدي وروحي أنه لا مفر لي من الوقوع في الألم وأنني في حاجة إلى الشهوة, وأنه ينبغي على أن أسعى للتملك, وأن أعاني الغثيان وأعماق اليأس حتى أتعلم ألا أقاوها, وحتىأتعلم أن أعشق العالم وأن أكف عن مقارنته بنوع آخر من العالم الخيالي المرغوب فيه بنوع من الرؤية الخيالية للكمال, وإنما أن أتركه كما هو , وأن أحبه وأكون مسرورا بالإنتماء إليه.
من رواية "سيد هارتا" للروائي الألماني "هيرمان هسه"

Sunday, June 13, 2010

في محيط النور

أتذكر بابتسامة هدوءه الخادع, فابتسم لقدرته على حمل مختلف الوجوه في حقيبة يده, يبدلها وقتما يشاء, نافيا بطريقة عملية أن يكون تعدد الوجوه صفة غير مرغوب فيها.
على خلفية موسيقى الرحبانية المفعمة بالحنين كان لقاؤنا الأول, والذي ساهم شتاء يناير في إضفاء القليل من الشجن على أبعاده, لتتشكل عندي حالة مثلثة الأضلاع تدفعني للانتشاء مكونة من "قديش كان فيه ناس, غيم يناير, سعيد أبو معلا"!
يتكفل وجود أحد الأضلاع باستدعاء بقيتها, لتعيدني إلى ذات الحالة وكأني أتنقل بخفة بين برك مياه خلفها المطر, ذلك الذي تركنا (أنا والأرض) في حالة من الإجهاد المنعش.
منذ رحيل سعيد, لا ليست مناسبة إطلاقا كلمة رحيل, منذ عودة سعيد إلى بلاده وأنا أفكر في طريقة لاكتبه بها, أخلده على جدار تاريخي الشخصي, أحدد بخط مضيء حول بصماته التي تركها على حياتي, لكني في كل مرة لم أكن اجد مدخلا مناسبا للكتابة عنه.
بالأمس خطر لي أن المارين في حياتنا يبدون كما الفوهات المفتوحة على ما لا تعرفه, إما أن تخرج نورا يضيء لك جوانب روحك, فتتمكن وأنت في نطاقه من استخراج أفضل مالديك, وإما أن يكون فوهة مظلمة تفتح بداخلك بؤر الظلام وتفك أسر وحوشك, ويحل عن عيوبك وثاقها, لتصبح على أسوأ هيئة عرفتها!
نور سعيد قادر على إضاءة دائرة مكتملة حوله, ليساعد جميع المحيطين به على أن يروا أنفسهم بسهولة, ويتعاملوا مع نقاط النور في أنفسهم بسهولة ويسر, كل ماعليك وأنت في مداره أن تنزر لنفسك جيدا وتبدأ في اتباع التعليمات!
الأجمل أنه لا يفعل ذلك عن قصدية ولا عمدية, هو يفعله بالفطرة, بالطبيعة, وجوده في المكان قادر على تحريك جميع الأشياء / الأفكار/ الأشخاص من حوله, وكأنها تتراقص على مقطوعة موسيقية هو مؤلفها ترن في إذنه هو وحده.
رغم انتقاداته اللاذعة دائما, واعتراضاته المختلفة على كل ما حوله, إلا أنه وبطريقة على الأقل مثيرة للدهشة لي أنا تحديدا, قادر على كسب ود الجميع حتى من يقف معهم على طرفي النقيض!
..
بعد ذهابه, تجنبت النظر إلى المكتب بجانبي لعدة أيام, كي لا يغلبني الحنين/الدمع, لكن بعدها توقفت طويلا أحاول العبث فيما تركه حلفه من كتب وأوراق, لتلتقط يدي صورة بالأبيض والأسود مع شجر الزيتون,, علقتها بجانب تشكيلاته الفنية التي تتوسطها جملة درويش "ياله من نهار", وابتسمت.
بعدها بأسابيع لم أتمكن من الاستمرار في المكان كله, ربما هربا من هاجس دخوله بطريقته المعروفة التي يحول فيها غرفة الأخبار إلى خشبة مسرح,, يندفع بقوة إلى ما بعد الباب بقليل, يتوقف, يدور بعينيه في الغرفة ويسأل بجدية "وين الجيش؟".
ربما لا تسمح الأيام بالعمل مرة أخرى مع سعيد, وذلك رغم أنه ليس جميلا إلا أنه ليس حزينا, فسعيد علمني كيف أفكر/ أكتب/ أعيش الحياة بطريقة مختلفة,, مثل هذه الدروس يصعب نسيانها ويصعب تجاوز معلميها, يظل هؤلاء بداخلنا يطرقون أبواب الأمل والتغيير للوصول إلى المختلف والجديد والمدهش كلما زادت جرعة اليأس والعادي والمكرر.
قد لا تكون سمعتها ياصديقي من قبل, لكن من حقك أن أقول: شكرا لك على كل ما فعلته معي/ من أجلي, على مرورك في حياتي, على بقاءنا أصدقاء, بأمثالك تصفو الحياة.

Wednesday, May 19, 2010

ولا تخيره

لا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره
اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه
هو اللي بكره ح يشتهي يغيّره
عجبي
!!
...
بس نظرا لأن الجبر ماهواش حل إنساني ,
فالاختيار كان الخيار الوحيد
ولحظة الاختيار تبدو كل الأشياء بلمعة تعمي العين تجعل حدقتها تضيق حتى لتكاد لا ترى الفروق بين الخيارات
لكن في كل الأحوال
عليك أن تختار
والأهمأن تتحمل نتائج اختياراتك
..
مافيش فيرجن سهل من الحياة
متأكدة من دا
ومادام
مجبورين نعيش الحياة
يبقى مجبورين نمر طول الوقت بتجربة الاختيار

.

والحمد لله على كل حال

Saturday, May 15, 2010

نهايات

أحاول بصعوبة تذكر ملامحه القديمة لأجدها هناك مغطاة بالكثير من المواقف التي تسخر من العلاقة التي لم تقو على أن تتخطى نهر الحياة بصلابة تكفيها سكب المزيد من الدموع.

هنا على الضفة الأخرى, أمسك ببقايا الحبال التي حرصت على ربط جذعي بها لأمدها إليه في كل مرة تتعثر خطوته, تأخذ روحي معها إلى عمق النهر الذي يبدو في هذه اللحظة تحديدا بلا قرار!

اسمع أصواتا تذكرني بصوته المستنجد- كما اعتاد- لكن ما يصلني من كلمات لا يعدو مجرد رثاء متأخر لروح سبقت جسدها إلى ملكوت السماء, لتؤكد سخرية الحياة من أحلامنا الساذجة,, نخطو فوق أيامنا على أمل أن تصعد بنا للسماء, حيث الجنة التي تسبح فيها الملائكة,, وعندما تحين اللحظة نتشبث بالأرض وكأن فيها الخلاص!!

لم تعد الأرض ولا السماء قادرة على نجدتنا, أو حتى لخلق فرصة جديرة بالمحاولة, فالبين ... يبدو حتميا كلقائنا معا.


..........

* العنوان .. اسم قصيدة للشاعر الجميل "أحمد الحضري"


* من نص الغراب للشاعرة الجميلة "غادة خليفة"


تحيا الأماكن بأرواح ساكنيها

عندما تتسرب من الأرواح الفرحة/ العزيمة/ الحياة

تنشح الجدران على المحتمين بداخلها

وجوما لا يترك مجالا للراغبين في الاستمرار

..

لحظتها

يفقد المكان روحه

يطرد ساكنيه

بقسوة الخائف/ المكسور

Saturday, May 8, 2010

السبت

يوم السبت بالنسبالي يوم غريب

ببقى شايله همه جدا

بصحى فيه مزاجي مش قد كدا ,, وفي الغالب بيكون عندي طاقة سلبية عالية

ورغبة في احراق العالم من حولي

لذلك ينصح بعدم الاقتراب أو التصوير يوم السبت صباحا

لأني لازم أفضي شوية من شحنتي في أي حد أيا كان ولو حتى بيقولي صباح الخير

الغريب وغير المقبول منطقيا

إني ببقى عايزة صحبة, أي صحبة تكون معايا

ولو حتى ع الماسنجر

ومع ذلك أول ما أقابل حد أروح هابشه فيه بضوافري

وهو وبخته

يا اما يطلع حد عسول فياخدني ع الهادي لحد ما تطفر دمعتين حرقة من عيني وأقدر ألاقي ابتسامتي


يا إما يطلع هو كمان صباحه مش قد كدا

فنطقش في بعض

وللحق يوم السبت كان مفصلي في كتير من علاقات حياتي خلال السنتين اللي فاتوا

فيه علاقات بقت أقوى عشان خاطر محادثات يوم السبت

وعلاقات تانية ودعتها ,, برضه على عتبة يوم السبت

..

كتير بفكر إن سر إكتئاب السبت هو إنه أول يوم شغل بالنسبة ليا , بس ماافتكرش ان الناس اللي بتبدأ يوم الحد بيكون عندها المشكلة دي بالطريقة دي

فبقول إن جايز إن المكان بيكون فاضي شوية عشان مش كل الناس بتشتغل يوم السبت عشان كدا بحس بالخنقة دي

بس أرجع و أقول أنا مش حد بيقعد كتير مع زمايله

أنا ممكن اليوم يعدي ما أتحركش من مكاني

يعني مش مفتقداهم ولا حاجة

وكتير بميل إني عندي مشكلة مع الشغل أساسا والسبت هو الرمز بتاعه

ودا ممكن يكون أقرب للواقع

حد بقى يسألني وانتي مستمرة ليه طيب ,, بتعملي في نفسك كدا ليه

هو نظرا لأني بكتب يوم السبت

فأنا مش هقدر أتكلم بحيادية عن موضوع الشغل

نخليها لبكرة هقول كلام موزون أكتر وحقيقي أكتر

خالي من الولعة

..

يومكم أكثر بهجة

مشوار يومي



أصبح مشوار 6 أكتوبر كعقوبة أبدية

قبل الأحداث كنت أفكر بجدية في ترك العمل لأتخلص من تلك المسافة الممتدة التي أراها الآن لا نهائية

اليوم وأنا أقطع المسافة تحت شمس الساعة الثانية عشر

دعوت الله أن أتخلص من هذا المشوار

وفكرت أن الأمر كان في يدي, لحظة أن وضعت في موقع اتخاذ قرار إما الإستقالة أو أن أبقى في المكان

لحظتها تضاءل حجم المأساة أمام استكمال الحلم وإمكانية كسر متتالية الحياة المعروفة

لنحقق المعجزة ونخرج بمشروع بديل قادر على الاستمرار

..

لازلت أراهن على الحلم

لكن السؤال

هي الأحلام مش تنفع في وسط البلد

ولا مالهاش مكان غير في صحراء أكتوبر ؟؟


Tuesday, May 4, 2010

عيد ميلاد أم كلثوم


بفضل جوجل

لأول مرة أعرف إن نهاردة اللي هو 4 مايو

يوافق عيد ميلاد سيدة الغناء العربي أم كلثوم

طبعا لأن الإعلام المصري بيكون مشغول باحتفالات أخرى

عشان نفسية السيد الرئيس اللي بيصحى طول السنة من الساعة خمسة يراعي شئون البلاد لازم نرفه عنه في يوم ميلاده

ونغنيله ونرقصله ونسقفله ونناغشه

وننسى إننا نفتكر الست اللي جايز ناس مننا مش بتحب صوتها أو مش بتتفاعل معاها على مستوى عالي

لكن ماحدش يقدر ينكر إنها علامة بارزة في تاريخ المويسقى

..

إنهاردة واحتفاء بجوجل اللي بيقول ضمنا

إن الست هي اللي هتبقى مهما حاولنا ننساها أو نتنساها

واحتفالا بميلاد ست الغنى

وصاحبة الصوت القادر على خلق مساحة من البراح في الصدور

أحب أقول

كل سنة وإنتي مالية الدنيا غنى

يا ستنا


علنا نحتفل بعيد ميلادك كما تستحقين ونهوى

Monday, May 3, 2010

في فوائد التواصل


عودة مرة أخرى لنقف عند علاقتي بالعالم التخيلي

قد يكون الوقت مناسب في ظل انغماسي في حملة التدوين اليومي

كنت قد كتبت من شهور عن فكرة التواصل

حيث كانت تشغلني لحد لا يمكن تخيله, حينها كنت قد قاطعت بطريقة تعسفية نوعا ما كلا من الماسنجر والفيس بوك وإن التزمت بالكتابة في المدونة بطريقة شبه منتظمة لأني كنت أشعر بخصوصيتها العالية, أعرف أنه لن يدخلها سوى من يرغب في الإستماع لما أقول حتى لو كان ما أقوله "معسلة يابطاطا"

من وقتها أكاد أجزم أن الأمور اختلفت, عدت بحكم العمل إلى الماسنجر, وبحكم الرغبة في معرفة ما يدور في العالم إلى الفيس بوك

ولكن لم أعد أنا ذاتها, فقد تغيرت بكل تأكيد!

أصبح الأمر بالنسبة لي ليس مقياسا للتواصل على قدر ما هي وسيلة اتصال
تتيح أن ترى من خلف الزجاج ما يحدث بالخارج

مع مشاركة غير فاعلة فيه,, فقد أيقنت أن المشاركة على أرض الواقع أكثر إرضاء ومتعة
..

كل صباح أكتشف شيئا جديدا يتعلق بالحياة الإلكترونية

ما أدركته اليوم أن هذه المساحة التشاركية تجلك تندهش كل صباح

عندما يصادفك رابط يدخلك لعالم جديد تتعرف عليه

سواء كان موسيقى أو أدب أو حتى مقطع فكاهي

هذه الرغبة هي ما تدفع الجميع حتى ممن لا يعرفون ماهي أهمية الدخول على مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك أو المدونات ,, إلى الذهاب إليها بمحض إرادتهم

فقط لأجل أن يجربوا متعة الاكتشاف ولذة الدهشة

جرب معي التجول هنا

* الصورة من قرية "مسلية" في جنين/ فلسطين بعدسة العزيز سعيد أبو معلا

تميم البرغوثي


كانت بداية معرفتي به بشكل غير مكتمل من خلال قصيدته العامية "قالولي بتحب مصر" وساعتها كنت حابة المفارقة اللي خلقاها القصيدة , ويمكن ما حولتش أدور وراه تاني

لحد ما ظهر في الموسم الأول لمسابقة "أمير الشعراء" واللي في رؤيتي الخاصة اعتقد إن واحد من أسباب نجاح البرنامج هو حضور تميم البرغوثي اللي قدم نفسه كنجم قادر على أسر مشاعر مستمعي الشعر وكذلك قلوب الصغيرات المفتونات بآدائه وطلته التي تشبه الشاعر في صورته الكلاسيكية

أيامها سادت قصيدة "في القدس" حتى لم يعد في الأفق سواها

على الأقل بالنسبة لي

كنت أردد محاولة تقليده المقطع الأخير من القصيدة

لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب

لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن
لا أرى في القدس إلا أنت

ورغم افتتاني بالقصيدة وبروحها المحملة بالشوق والإنكسار والأمل لم أبحث خلف تميم كثيرا, كنت أقرأ ما يأتي إلي - كثيرا ما أفعل ذلك أعجب بالكاتب ولا أشغل نفسي بالبحث عنه أنتظره حتى يأتيني "تناكة" أو ربما "حماقة" - حتى كان الأسبوع الماضي

وقع بين يدي بالصدفة ديوانه "في القدس" كنت على استعداد لقطع السكة الطويلة من مقر عملي في أكتوبر -البلاد البعيدة- إلى البيت, وبدأت استعيد في نوبة حنين تعاودني كل صباح حتى أصبحت عادة, تلك الأيام التي كنت أحب القصيدة وأعاود سماعها بصوته مرات ومرات

بدأت أقرأ بصوت مسموع في الباص, بذات طريقته في الإلقاء, حتى خجلت من نفسي , وبدأ صوتي في الانخفاض رويدا رويدا وأنا ألتهم القصائد التي أتلقاها للمرة الأولى ,, وأحببته

صباح اليوم, صحبته أيضا

أعدت القراءة ,, بكثير من التمهل ,, أتوقف عند تلك اللحظات التي يحاول هو ايضا أن يتوقف عندها

تنتابني قشعريرة وأنا أقرأ
"خط على القبر المؤقت" ويوخزني ألم عندما أمر على "القهوة" وأكاد أبكي وأنا أسمع رثائه لحال الأمة

..

أشعر أن الشعر لا يغدو شعرا إلا إذا غير في حالتك النفسية, جعلك تطلق آهة سقوط الكلمات في هوة روحك فلا تجد لها مقرا ,و تذوب وسط أكوام المشاعر المكدسة بلا ترتيب

شعرت ذلك مع سطور تميم البرغوثي الشعرية

ومستمتعة به جدا


Saturday, May 1, 2010

أول مايو

كل سنة والعاملين/ العمال / الإيد الشغالة طيبة
انهاردة حاسة بمفارقة عيد العمال
يمكن عشان احنا عايشين قوي سيناريو العمل والقوى العاملة ومكتب العمل والوزيرة وراس المال والحق اللي سكته بدأت تضبب
أو جايز بدأت تبان بس احنا اللي مش واخدين بالنا وبنحاول نغمي عنينا عشان ما يتسربش القلق لأرواحنا لما تعرف
لأن الخبرة بتقول ان المعرفة شنيور بيكسر في كل الأصنام المتكدسة جوانا بنحاول نلف حواليها نديها من طاقتنا جايز تدينا يوم بعض أمان
...
عايزة أقول اني متحمسة كتير لفكرة 30 يوم تدوين
واتمنى حماسي يغطي الشهر
يمكن لسببين
إني اكتشفت ان الدنيا حلوة لأن فيها ناس متحمسة
ولأني حابة أكتب كل يوم يمكن أنفض عن ايدي الكلس اللي بدأ ينشف من كتر قعدتها من غير شغل
...
نهاركم .....منور

Wednesday, April 28, 2010

شرط الكتابة

كل يوم افتح صفحة جديدة واقرر أن أكتب.. لكني أتراجع!

أصبحت أشعر أن الكتابة لم تعد تشبعني/ ترضيني/ تساعدني.. تحولت الكتابة لجبل عالي لأتحول أنا بدوري إلى سيزيف يحمل صخرته الثقيلة ويحاول الصعود كل صباح.. لكني على عكس سيزيف تنقصني شجاعة الوصول إلى القمة خوفا من أن يتدحرج الحجر سقوطا, فلا أقوى على إعادة الكرة مرة أخرى!

استضخم الجبل واستثقل الحجر. وأشك في مدى قوتي, قوتي التي تشق لها كل يوم مجرى جديدا تنسال من خلاله لتسقط هناك حيث أخشى ألا استعيدها.

على مدار السنوات العشر الماضية كانت الكتابة ملاذي الأول/ الأخير في لحظات النجاح / الفشل/ الحب/ الخيانة/ الأزمة / الحزن/ الفرح/ الجرح/ الخوف / الأمل والحلم الحلم الحلم....

أما اليوم فلم تعد الكتابة سوى بحر الظلمات الذي لابد لأجل أن تتخطاه أن تمتلك قلبا جسورا وروحا مخلصة.. لا تكتفي بالنجاة ولكن تطلب البطولة/ البقاء/ الخلود.

الكتابة تحولت من جنة أجتازها كلما ضاق بي الحال إلى زنزانة تزيد ضيقا كلما حاولت كسر أسوراها, شرط البقاء, كتابة نصوص تحطم الجدران وتفل الحديد وتمهد لي طريق الخروج إلى رحابة الحياة

Monday, April 26, 2010

فلسفة




لأن الحياة دائرية فهي تمنحنا القدرة الرؤية على متعددة الأوجه لما يحدث لنا

على حسب زاويتنا بإمكاننا أن نرى/نروي/نواري ما نفعله أو حتى ما يفعل بنا بالطريقة التي تروق لنا


الأمر يعتمد فقط على المكان الذي نختاره لنقف فيه

قليلون من يحاولون الدوران 360 للمعرفة الكاملة


Tuesday, April 20, 2010

تدريبات العزلة


العيون ال_تترصدني تدفعني للتشاغل بالتفتيش في حقيبة يدي تلك التي انتقيتها كبيرة بما يكفي لحمل تفاصيل عالمي الكثيرة.. أخرج الكتاب الذي لم أبحر في صفحاته بما يكفي ليسكنني .. أنظر إليه بابتسامة باهتة وأعيده إلى مكانه.

تلتقط اصابعي أجندتي الصغيرة ذات الغلاف الأملس بصورة الدمية الثابتة الملامح.. افتحها.. أضيف بجانب تاريخ اليوم كلمة بلا تفسير "صحرا" أغلقها ,, وأعاود العبث في محتويات الحقيبة

تصادفني النوتة الزرقاء التي كنت أدون فيها مهاماتي اليومية في العمل.. أقلب صفحاتها لأتوقف عند الصفحة المكتوب في أولها

الإثنين:
-جوائز غزة

أفرد بعرض الصفحة

15 آذار

الحجر الذي اوقف العجلة عن الدوران لتدور في اتجاه معاكس لعقارب الساعة.. اغلقها أيضا على نقصها

ينبهني صوت الموسيقى التركية التي جعلتها نغمة لموبايلي منذ ما يزيد على الشهر, أطالع الاسم على الشاشة وأتردد في ضغط زر الإجابة.. لكن ما ألبث أن أفعل , محملة صوتي بأكبر قدر من الابتسام- ممتنة للسؤال عن أحوالي, التزم بتحديد موعد للقاء.. على أمل أن تسمح الأيام القادمة بإعادة شبكة علاقاتي إلى مستواها الذي كان!

انتبه مرة أخرى لعيون تحمل قسوة, وتسكن وجوها لا أعرفها

فأتشاغل عن سؤال "لماذا" بحافظتي الجديدة التي اشتريتها تقليدا لأختي.. بعد أن تركت القديمة بكل ما فيها في الدرج منذ شهور بعد أن ثبت لي سوء طالعها!!

لا شيء فيها سوى إيصال دروس الرقص التي بدأتها أخيرا بعد مماطلة ,, تلك الدقائق التي نجحت في سحبي من العالم لتجعلني أدور فقط في فلك محوره قدماي منصته بكل كياني إلى دقات الموسيقى,, دقائق حملتني دون مشقة من قلب العاصفة إلى عالم المرايا الساحرة التي ترمقني بابتسامة مشفقة على ارتباط خطوي في الرقص

ابتسم بدوري
و
اتناسى العيون

Monday, April 19, 2010

صيف يا صيف

تخترقني رائحة الصيف, فينقبض قلبي وأشعر بوطأة أيام الصيف الماضي, أخشى الروائح فهي وحدها القادرة على تجسيد أحاسيس المنسية في تلافيف روحي, ما تلبث أن تطرق الرائحة أنفي, حتى تلقي بي إلى تلك اللحظات التي خلقت في رحابها مشاعري بحلوها ومرها...

كنت أعشق رائحة الصيف, تملؤني بالرغبة في الحياة, ظل الصيف دوما مرادفا للحياة, لكن هذا العام تبدو جميع الفصول في غير هيئتها, خلعت ثوبها الذي اعتدته وارتدت زيا جديدا.

فأيام الصيف الماضي, كانت شرسة تملك أنيابا طويلة وأظافر جارحة وصوتا عاليا يخترق أذني,, عودتها تلك التي تراودني عن الدخول معها إلى دوامتها, يثير قلقي, وتوجسي ,,, خشيتي من تكرار التجربة.

أهمس لنفسي أن الأمر كان مجرد هواجس, مكنتها من نفسي فرتعت فيها كيفما تشاء,, أهدأ قليلا لكن ما تلبث أحداث الخامس عشر من مارس أن تظهر لتثبت لي أن بدايات الصيف جاءت أسخن من المنتظر, أنظر إلي اليوم, أشعر أني تجاوزت المرحلة الصعبة, وأفكر أنه لا زال في الصيف بقية قادرة على تحلية الأيام ,,,, برغم كل شيء

أمنية إلى صيف 2010

كن لطيفا... أو فلترحل سريعا

شرير .... و طيب

بالأمس

كنت أردد بابتسامة وكأني أفاخر به "معقد وشرير" وكأن الأمر ليس وصمة عار, ربما لأني أعرف جيدا أنه رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى, وبأنه يعرف حق من له عليه, رغم أن شره يغلبه احيانا ليوقعه في براثن الظلم

معرفتي السطحية به, المنسوجة من الحكايات المتداولة عنه, جعلت الأمر يدخل في حيز الأسطورة لتشكل ملامح رجل من زمن مختلف

ربما لو قضيت معه يوما واحدا لأدركت عاديته,, ربما لهذا اتجنب الاقتراب منه

تبقينا المسافة على قدر من المحبة, قد يخدشها التقارب, فتحيل صور أحبائنا إلى مجرد ألوان مختلطة لا معنى لها

أحبائنا؟؟

غريب وصفي له بالحبيب ,, قد أكون مجرد معجبة لا أكثر أو أقل

اكتفي بسلام يضغط فيه على كفي ويدغم فيه كلماته فلا يصلني سوى الابتسامة المتهكمة التي لم يخبر سواها

والملم من الحكايات المتناثرة عنه بعض خيوط أضيفها لنسيجي عن بطولاته التي لا تزيد عن أنه قادر على أن يكون بحق

رجلا معقدا وشريرا

.....

صباحا

أعادتني الصفحات التي جاءت إلى دون سابق ترتيب إلى أيام من الألفين وسته

تلك الأيام

المعشقة بالذكريات

الصداقة/ الحب/ الخوف/ الفشل/ الحزن/ الضحكات

والكثير الكثير من الدموع

تلك الأيام

حيث كنا لا نزال نخطط على أرض الأحلام ,, ونخطو على أرض الواقع

لندرك كل مساء بأننا نكسب حينا و نخسر احايين

وننسى في الصباح ما خسرناه

لنعاود معه الكرة مرة ومرة ومرة

لتسلمنا الخسارة إلى مرفأ الأصدقاء

نتبادل الشكوى/الأنين/ والأحلام

......





Sunday, April 18, 2010

أسئلة صراحة




خلف السؤال.. يقف الخوف


منتظرا

نزول مقصلة الإجابة

Tuesday, April 6, 2010

الطريق

أنا بعشق الطريق
لإنه فيه لقانا
وفرحنا وشقانا
وصحابنا وشبابنا
وفيه ضحكت دموعنا
وفيه بكيت شموعنا
وضاع فيه الصديق
أنا بعشق الطريق

Monday, March 29, 2010

آخر الطرقة ...... ضي


أحيانا لا تفي الكتابة بقدر الأحداث التي نمر بها, تبقى باهتة جدا, لهذا حاولت خلال الاسبوعين الماضيين أن أكتب تدوينة جديدة لكن لم أقو, ولم تساعدني الظروف لأصنع بعض الضجيج هنا بقصيدة درويش التي أرددها من أيام فكر بغيرك ...

ليست لدي فكرة معينة أحاول توصيلها هنا, فقط أكسر حالة السكون الرهيبة التي تربكني كلما فتحت المدونة , سكون متناقض تماما مع حالتي الواقعية فالأحداث تتلاحق للحد الذي لا يجعلني قادرة على إجابة سؤال (أخباركم إيه انهاردة) فأجيب لازلنا معتصمين ربما لأن هذا هو الثابت الوحيد, أما ما عدا ذلك فهو اختبار متقن الصنع لقدرتنا على التحمل/ الفهم/ الاختيار/ الصمود/ الاستمرار/ تقبل المفاجآت/ وردود أفعالك تحت وطأة الضغط العصبي...مطهر كما تقول الأسطورة!!

ولكن النجاة رغم ضبابيتها في هذه المرحلة تبدو قريبة خصوصا مع ظهور علامة أخذتني إلى مركب وأزاحت عن قلبي الكثير من الهموم - فوزي بالمركز الثاني في مسابقة طلعت حرب الأدبية في القصة القصيرة- الخبر الذي لم أنتظره جاء - كطبطبة سماوية - تشد على يدي وتدعم قوتي,, تخبرني أن الخير قادم أيا كانت الوجهة التي ساقصدها.

لازال الوضع غير مستقر, وسيبقى كذلك لفترة قادمة, لكني عرفت أني قادرة على الاستمرار وعلى مجاراة الحياة في تقلباتها وهذا مطمئن بالنسبة لي , خاصة أني عندما كنت أسمع عن أمور كهذه تحدث لغيري كنت استعجب لقدرتهم على مواصلة الطريق, كان لابد من المرور من ذات النفق المظلم لأختبر قدراتي أنا أيضا.



Monday, March 15, 2010

اعتصام




لا أجد كلام لأكتبه هنا

ربما لأن ما يحدث غني عن الكلام

وربما لأننا نتكلم منذ الصباح

هذه أصواتنا

نحن المعتصمون في مبنى إسلام أونلاين , ضد محاولات جميعة البلاغ التي تحاول أن تسيطر على الموقع لحسابها الشخصي وتهدم في سبيل ذلك مجهود عشر سنوات قام به فريق يصل عدده إلى 350 موظف

جمعية البلاغ القطرية ترغب في أن تستغل نجاح الموقع كواحد من أهم مواقع الانترنت على المستوى الإسلامي صاحب توجه وسطي ومهنية عالية لكنها للأسف لم تنجح في أن تفعل ذلك بذكاء

معتصمون لنطالب بحقوقنا ولنرفع صوتنا في حقنا في مشروع إسلام أون لاين أن يبقى ليكمل رسالته التي أنشيء لأداءها

لكن يبدو أننا سننجو بأنفسنا دون الموقع

فلك الله يا إسلام أون لاين

الأخبار على الشبكة

هنا


Saturday, March 13, 2010

ميلاد درويش


لأنها ذكرى مولده

صديقي دمت حيا بشعرك

ورفيقا على طريق الحياة يهمس لي كلما كلت الخطى

بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة




Wednesday, March 3, 2010

امرأة الصحراء


بالمصادفة البحتة

يأتي ظهور المنسي قنديل على قائمة البوكر القصيرة في نفس الوقت الذي اقترب فيه من عالمه

ليبهرني

كنت أعلم أنه لن يحصل عليها, للجوائز منطقها الخاص وحساباتها التي لابد أن ترضي جميع الأطراف

لكن ما أعرفه أنه كاتب يستحق القراءة

ليس فقط لمهارته في الكتابة ولا لجمال لغته وقوتها وقدرتها على التعبير بدقة

ولكن لأنه يحمل نظرة مختلفة للحياة

وأنا أفضل المختلفين

...

أقرأ على مهل شديد كتابه المشوق

"تفاصيل الشجن في وقائع الزمن"

والتي يسرد فيه أحداث تاريخية من وجهة نظره تختلف في كل مرة طريقة صياغته للحكاية

أعجبتني جدا

نساء الصحراء

التي يؤرخ فيها للعاشقات ويرسم فيها ملامح المرأة العربية بملامح مختلفة تماما عن الصورة المكررة

ملامح تشبهني , تليق بي , وتدعمني

فأنا أنكر التاريخ الملصق بالمرأة والذي يحاول تصويرها أسيرة يحاول الجميع اليوم فك أسرها

أعتقد أن معظم المتحدثين عن المرأة ومنهم نساء, لا يريدون الاقتناع بغير ذلك كي تبقى لهم قضية يدورون في فلكها

يلبسون على مسرحها أثواب البطولة

يحكي المنسي قنديل

عن

امرأة صحراوية تعشق وتغني وتغضب وتنثر الحصى على الرمل نجوما ملونة وتخرج معي للغزو يتشاركني سرقة الجياد والإبل تحمل في داخلها صهد الصحراء ورطوبة الواحات وعذوبة الآبار القديمة لا تصغي إلي ولا تكف عن دفعي للحديث ورواية الأشعار واختلاق الخرافات لا ترضى بهدية ليست مسروقة ولا بنجمة مطفأة ولا بقبلة دون رغبة قوية

يحكي عن

زرقاء اليمامة
و
طرفة الخير
و
عبلة
و
لبنى الشامخة
و
ماوية
و
الزباء
ليرى الصحراء الحافلة بالرجال أشد حياة بالنساء رغم الشعر والواد والاغتصاب والاختطاف و كل صنوف الهوان.. كن روح الصحراء الحقيقية وحقيقتها المؤكدة.. ولو أن قبيلة ما لم تفنها الحروب ولم تضيعها ريح السموم.. فذلك لأن امراة عاشقة منحتها الحياة.


Monday, March 1, 2010

الكلمة

الدرس المستفاد

..

ليس كل شيء يمكن إصلاحه ببعض كلمات

الكلمات تتحول دون قصد منك إلى كرات من اللهب

تشعل المكان بالحرائق

تدمر كل التفاصيل

ليتحول المكان بما فيه

لمجرد رماد

..

لا تنطق الكلمة

لا تنطق

لا


Wednesday, February 17, 2010

رجلي وفوضاها


كنت قد أدركت تلك الحقيقة منذ مدة, لكن إحساسي بها اليوم أضاف قدرا لا بأس به من النشوة على روحي, مع استعادتي لبعض من فوضاها, تلك الحالة التي أخذتني إلى الأيام التي خلقت لي سطور الرواية فيها خطوطا بيانية ترسم بدقة تفاصيل حياتي, تجبرني على أن أسلك طرقا بعينها لأقع بين إحداثيات من صنع جملتين ربما تكون أحلام قد كتبتهم من قبيل المصادفة.

ابتسمت لأن الرواية لازلت تملك ذلك السحر القادر على تشكيل ملامح حياتي, وربما وضع نقاط كبيرة أتوقف عندها كثيرا, فأقف مذهولة أمام حقيقة أنها أهدتني إلى الرجل الذي وقعت في غرامه منذ أول تعريف به "أراد أن يختبر بها الإخلاص".

قلت له منذ شهور "استغرب انزعاجي من صمتك, رغم أنه سر افتتاني بك", فـ"هو الذي يعرف كيف يلامس أنثى. تماما, كما يعرف ملامسة الكلمات بالاشتعال المستتر نفسه." كانت إجابته كما هي دوما وكما يقول الكتاب "لبس ابتسامته معطفًا للصمت" تلك الابتسامة التي تغويني في كل مرة يرتديها. "الابتسامة الغائبة, صمته. أو لغته الأخرى التي يبدو وكأنه يواصل بها الحديث إلى نفسه لا إلى الآخرين. ويسخر بها من أشياء يعرفها وحده.” تجعلني دائما وبدافع فضولي أغرقه بالكثير من الأسئلة,, عندما يزداد صمته, عندما يدخل إلى نفسه ويتوحد معها فتأتيني الإجابة التي تدهشني رغم يقيني بها "تحاشَيْ معي الأسئلة. كي لا تجبريني على الكذب. يبدأ الكذب حقاً عندما نكون مرغمين على الجواب. ما عدا هذا, فكل ما سأقوله لك من تلقاء نفسي, هو صادق".. ابتسم بدوري, لا أعرف كيف أحببت رجلا بكل هذا التمسك بالصمت وأنا العاشقة للكلام,, أستعيد رغبتي المجنونة في لقياه وأنا أردد كلمات مستغانمي لأفاجئ بتأففي من تلك التفاصيل الصغيرة, أبقى متأرجحة بين انبهاري بسكوته المفاجئ بين كلمتين, ورغبتني في اقتحام دهاليز نفسه, فيقاطعني "هو رجل اللغة القاطعة" بكلمات تربك امرأة تجلس على أرجوحة "ربما".

لم أتخيل يوما أن يكون (هو) بصورته التي رسمتها في الصفحات الأولى من الرواية عبر القصة القصيرة التي قادتها لدخول قصة حب من فصلين, أحببته يوم أحببته بدون أسباب, كنت حينها قد أبعدت هذيان أحلام حول العشق عن رأسي رغم أن بدايتي معه كان لابد أن تعيدني إليها إذ وجدته كما تقول "على غير الكرسي الذي نتوقعه. تماما, بمحاذاة ما نتوقعه حبا", ومع ذلك كان تجردي من كل ما قيل عن الحب وعن كل ما أعرفه عنه قبل أن تطأ قدمي بلاطه هو هاجسي, فنسيت أحلام, وسواها, ليعيدني رجلي إليها, ممتنة ومندهشة.

فقد جاء كإجابة على سؤال أحلام لنفسها "أتراني وقعت تحت إغراء الكتابة وفتنتها لأصدق أن هذا الرجل هو الذي أملى عليّ موعداً.. كتبته بيدي" يبدو أنها كتبته لكلانا ,, لها على الورق ولي في خضم الحياة المليئة بالمفاجآت.

لقد تمنيت دوما أن يكون هذا الرجل لي. إنه على قياس صمتي ولغتي. وهو مطابق لمزاج حزني وشهوتي. بطريقة لم أكن أدركها حين ذاك, لكن بدأت ملامحها تتجلى على نحو غير مسبوق وأنا بين يديه, وكأنه يعيدني إلي, يسوقني في طريق لا أنكر صعوبته وسط المطر والعواصف لأستكين إلى نفسي حيث الأمان. الذي عرف بقلبه أني سأجده عبر ذلك الطريق, عندما أخفض صوت ضجيج البشر وأتقاسم مع نفسي الوقت, فتنفرد لي المساحة لأمارس رقصتي على دقات قلبه.

Monday, February 15, 2010

كل حب ,,, وإنتم في عيد


حب الاخرين لنا عبارة عن نقاط متباعدة.نحن الذين –نحتاج لهذا الحب- نصل بين تلك النقاط المعزولة. ربما لا تسعفنا امكانياتنا, أو حياتنا القصيرة, لنصل بينها, و لكن علينا أن ننثر تلك النقاط في طريقنا, أو علي الأقل نبحث عنها, و سيأتي من يكتشف هذا الرابط بينها, و تنفتح أمامه تلك الخريطة التي رسمناها بدون أن ندري, لأننا أبناء لحظة واحدة. لا أعرف ما هي حقيقة الحب, و لكني أعرف بأننا يمكنا أن نحب و نحب, كلما تواضعنا في رؤية أنفسنا و رؤية الاخرين"

علاء خالد (ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر

Saturday, February 6, 2010

آني أرنو


آني أرنو

هذه الكاتبة الفرنسية التي تعثرت بها في شتاء لا أذكر تاريخه فوق أحد رفوف مكتبة مبارك العامة

الكتاب كان مثير لفضولي

حجمه صغير, وغلافه وردي اللون, و معنون

"إمرأة

و

عشق بسيط"

لم أتوقف كثيرا أمام اسم الكاتبة ,, بدأت في التهام السطور التي أدهشتني من بساطتها وقدرتها على السرد للحظات خاصة جدا في العلاقات الإنسانية

وزادت نشوتي/دهشتي/ ألمي ,, وأنا ألهث خلفها في محاولاتها الفرار من عشقها البسيط الذي جعلها مسلوبة الإرادة
..

يومها قررت أن أكتب, شعرت أن الكتابة هي الحالة التي أرغب في عيشها لأبني ذلك الجسر الذي وصلني بها في لحظة كنت في اشد الحاجة ,, لقليل من التفهم قليل من المشاركة ,, والكثير من المتعة.

..
قرأت لها فيما بعد "المكان" وكذلك "الحدث" تلك الرواية التي تحمل الكثير من الألم الذي استطاعت أن تزرع بذوره بداخلي, يجعلني أشعر بانقباض في عضلات بطني لمجرد مرور اسم الرواية في خاطري
..

الغريب أني لم اسع للبحث عن تلك الرواية التي فتنتي بها "عشق بسيط" بجد,, كنت أكتفي دائما بتعثري فيها

وكلما مررت بمكتبة مبارك ,, أمر بعيني على صفوف الروايات المترجمة

حتى إذا ما وجدتها, جلست كما المرة الأولى استعيد متعتي معها

..

في معرض الكتاب هذا العام

رأيت رواية أخرى لها

"لم أخرج من ليلي" , كنت سعيدة بها بقدر كبير

دائما ما أذهب للمعرض بحثا عن اكتشاف جديد يجعلني متلهفة للمرور عليه في العام القادم

وغالبا لا يخيب ظني
..

ممتنة لذلك اليوم البعيد الذي جمعني بآني أرنو

وممتنة لها شخصيا لأنها دفعتني إلى طريق الكتابة بكل قوتها

وممتنة لتلك البهجة الصغيرة التي احدثها حصولي على رواية جديدة لها وقراءتها



Sunday, January 31, 2010

البعض يفضلونها ساخنة


للحق لا أفضل الحياة الهادئة التي تمر دون أن تجعلني أشعر بوجودي فيها /وجودها فيا

إلا أني اليوم استيقظت بأمنية تبدو بعيدة تماما هذه اللحظة, أن تكف الحياة ولو قليلا عن بث تفاصيلها التي تنغرس في ايامي مسببة القليل من الألم والكثير من الحيرة وتضفي قدرا لا بأس به من الإحباط

أعرف أن الحياة تتقن هذه الألاعيب,, تحيك الثوب الأبيض وتبسطه أمامي حتى ليبدو أنه العمر الممتد بصفاء

لا تكاد الفرحة تغمرني حتى أبدأ في ملاحظة الثقوب التي تستلزم الكثير الكثير من الجهد لإعادة رتقها

كلمة جهد لا تبدو هنا الكلمة المعبرة.. أحاول أن أجد كلمة أكثر توصيفا لتلك الحالة التي أعانيها, رغبتي في أن تسير الأمور كلها على نحو جيد, لا أملك أن أمسك بالفأس لحرث الأرض وإلقاء البذور وترك البقية على الله الذي يدبر الأمور كيف يشاء مملوئة بالإيمان بأن الخير قادم

أنا أقف, على السور لا فأس في يدي ولاحيلة لجلب الماء

أردد كل صباح "ستكون الأمور بخير"

وأنتظر

وأنا أكره الإنتظار, أمله , لسنا على وفاق

فلا يبقى لي سوى أن أدور حول نفسي دورتين, علني ألمح بريق مصباح علاء الدين

أو تعجب الحياة
برقصتي فتكف عن معاندتي
...

Sunday, January 24, 2010

براءة


بنفس سذاجتي, وبين الأشواك التي تحوط أفكاري, أستجدي أحلاما قادرة على مد جسوري إليها, لألتقطها من النيران التي تآكل قلبها الصغير. أحاول فرض حمايتي عليها وأنا أرى صدأ العالم يقترب من روحها الفتية, لكن صوت العقل يحذرني أن لا شيء يتم إصلاحه بهذه الطريقة

تراودني أناي الشريرة عن هدم المعبد, فتأتيني صورة دماءها تسقي بوار الأرض الخربة, فأسكت هسيس الشر, وأوقد شمعة, تمد روحها بالقوة اللازمة للخروج من هذا المطهر بلا خسائر تحول دون أن تظل بذلك الإيباء.

"أعلم أنك لا تدرين عن وجودي هنا, على بعد عجز, أراقب بصمت". "وربما لن تمري من هنا يوما".

لهذا, أخشى أن يكون هذا بيانا علنيا لإبراء ذمتي أمام ضميري, فأنام الليل قريرة العين, وأخشى أن تكون كلماتي مجرد حطب في النار المشتعلة,, وأخشى أن يكون هذا عقابي الذي مازلت اسأل عنه, كما "أخشى بنفس القدر أن تحين لحظة احتياجك الحقيقي لي, فلا أملك لك سوى بعض صبر تعلمته على يد الأيام!".

Tuesday, January 12, 2010

اللون في الكلمات


أشعر مؤخرا أن الأمر لا يستحق كل ذلك,,, وأن الكلمات, أية كلمات, سوف تنساب على السطح الذي أصبح لزجا من كثرتها وستسقط في الفراغ, دون أن يعلق فيه منها شيء.


أشعر بثقل الحروف التي تخرج مني, أسأل نفسي مرتين, لماذا أتكلم, فلا أجد صدى لكلماتي التي تذوب في فضاء الزحام.


أحاول استعادة النداء الملهوف لصلاح جاهين:

اتكلموا

اتكلموا

اتكلموا


فابتسم, لصدق إيمانه بالكلمة, وارتكن لتحذير صلاح عبد الصبور:

لا! لا تنطق الكلمة

دعها بجوف الصدر منبهمة

دعها مغمغمة على الحلق

دعها ممزقة على الشدق

دعها مقطعة الأوصال مرمية

لا تجمع الكلمة

دعها رمادية

فاللون في الكلمات ضيعنا

دعها غمامية

فالخصب شردنا وجوعنا

دعها سيدميه

فالشكل في الكلمات توهنا

دعها ترابية

لا تلق نبض الروح في كلمة


أحاول مجاراته لكنني أفشل, تتراكم الكلمات بداخلي, تقف على لساني على أهبة الاستعداد للانطلاق كما الطفل المحبوس عندما يؤذن له بالخروج, فربما يحدث بعض فوضى وهو يمارس حريته, تجبره على العودة إلى القيود مغبونا..


فلا أجد طريقا سوى أن أفتح المساحة البيضاء لأنقر على اللوحة المستسلمة لأصابعي بعض هواجسي وأسلمها لمتاهات الشبكة, علها تفتح لروحي المثقلة بالكلمات بابا تتسرب منه, فأصبح أكثر خفة.