Tuesday, October 30, 2012

تحدي

اليوم يفتش في أفعالي عن معنا لوجوده، اليوم ينسى أني لن أفعل شيئا تحت رقابته 

اليوم يستوقفني.. يحبسني في ذكراه، وكلما هممت بأن أعيد كتابة الأحداث يقذف في وجهي أوراقه.

اليوم.. يشبهني

Tuesday, October 23, 2012

مرآه



الوردة الذابلة.. نسيت أن أضع لها السكر في الماء.. فغزا السواد أوراقها واستسلمت للموت

السمكة الوحيدة.. تقاوم وحش الجوع بهدوء

وأنا أنتظر... أن آراني.. لأعيش 




Saturday, October 20, 2012

صباح شبه شتوي


تداهمني رائحة الشتاء.. فأداري قلبي كي لا تمسه نسمة باردة، فتكشف عن سره.

أخاف من الشتاء.. يجردني من قدرتي على المقاومة.. ويتركني في عراء الذكريات
وكأنه حارس الليل الذي يراقبك من بعد، يعرف سرك الذي تجتهد في النهار في مداراته عن عيون البشر.
يفاجأك في الظلام.. مشهرا في وجهك الدليل على فعلتك فلا تملك سوى أن تهرب منه.. تختبيء تحت أغطيتك، ترفع صوت الموسيقى.. تغمض عينيك بقوة، وتحاول أن تنسى.... 


Thursday, September 13, 2012

اكتشافات متأخرة


كن حذرا ياصديقي وأنت ترفع الغطاء عن الذكريات، فقد تفاجأك رائحتها العطنة، فالذكريات تعطب كما الفاكهة عندما تمنع عنها الهواء!
لم أقصد أن أكفن ذكرياتنا معا بتلك الطريقة غير الصحية، فقط.. حاولت تغطيتها كي أعبر بسلام فوق تلك الهوة التي كادت تودي بحياتي، وربما لم تكن لتنجو بحياتك أنت أيضا.. فلنقل إذا أني انقذتنا معا على حساب الذكريات!
ما قيمة الذكريات في مقابل حياتي؟ حتى لو لم يكن لها طعم أو رائحة!
أتدري.. كان بودي أن أحكي لك عن تلك الأوقات التي أسرفتها في محاولة تشذيب ما قد "كان" ليبدو أجمل كلما مررت به، أو ربما عن حركاتي البهلوانية من أجل الحفاظ على توازني دون أن أسقط أو عن دوراني وسط دوامات من الأفكار مشحونة بأسئلة درويش: لماذا؟ وكيف؟ ومَن؟؟
مَن أنا لأظن أن ذلك قد يحدث فرقا بالنسبة لك؟
أنا التي تكتشف في وقت متأخر أنها لم تكن سوى عبور خفيف فوق روح مثقلة غير عابئة بالراحلين.
لا ألومك يا صديقي.. فات زمن الملام..
ولم يعد مناسبا لكلينا.. أن نحكي أو نتذكر..
فقط.. أغلق قوسا فتحته أنت دون أن تدري.. وتركتني أحاول مليء فراغه وحدي. 

Wednesday, August 29, 2012

محبوس وسط حواجز.. بطلت تعافر عشان تكسرها..
بتكتشف إن تكسيرها بيطلع طاقة براكين جواك.. بس بيسيب وراه هدد وتراب وعفار 
استسلامك في اللحظة دي بيتحول لانتصار  على الحياة الي ما سيبتش قدامك غير خيار من اتنين ياتمد ايدك وتهد حواجز ما بتخلصش يا تتعلم تعيش في إطارها.
هتطاردك احلامك عن براح بتدور عليه.. لكن لما هتزهق منك هتسيبك وتطير..
لحظتها هتعيش في أمان.. 



Monday, August 27, 2012

توحد


الحكاية.. 
تغويني برتمها الهاديء.. 
تستدرجني إلى بحرها المظلم وتلقيني هناك دون طوق نجاة.. 
أغرق في الحكاية التي تحيطني بتفاصيلها.. تنزع برفق برفق.. ملامحي.. تتلبسني أرواح شخوصها.. فأكون في لحظة الذروة أنا البطلة  أعافر كي أحافظ على شيء مني أنا البعيدة تماما عن موقع الأحداث.. لكن أمواج الحكاية دائما أقوى.. تلطم وجهي فأغرق.. يجذبني القاع.. استسلم لاستعيدني..
لا أتذكر سوى ما تقوله الحكاية.. فأتبع علاماتها دون أسئلة.. علها ترشدني لنهاية تنجيني
في العمق.. لا أعرفني.. 
أتجاهلني
أنساني
أموت
فأحيا
بثقل في الروح.. ييتوق لحكاية أخرى تغرقني 

Sunday, August 26, 2012

سمكتي


مزاجي متقلب دائما مؤخرا لم يعد في استطاعتي عدله.. وكلما كان مزاجي منقلبا كلما زاد ضيقي بالسمكة التي لازالت تنضال لتعيش في ظل قمعي لها.. أنظر لها واتسائل إذا ما كنت على قيد الحياة.. فتخرج رأسها من الماء عندما اقترب لأرى حركتها لتنبهني أنها لم تأكل منذ أيام.. أضع لها الأكل وأفكر غدا سأغير لها الماء .. وهذا الغد يصبح في الغالب شهرا
أفكر لماذا تقاوم الموت بكل هذا الإصرار صديقاتها تركنني وذهبن منذ أشهر وهي لا تزال هنا منذ ما يقرب العامين.. أحب أن أفكر أن علاقة ما تربطنا.. أنها تشعر برغبتي الخفية في وجودها حولي.. بسكونها الدائم.. وحركتها النسابية.. باهتمامها المؤقت بظلي "عندما تكون جائعة فقط" بدورانها اللانهائي في الصندوق الزجاجي غير عابئة بدوران عقارب الساعة.. وأحب أن أفكر أني أحبها رغم تذمري الظاهري بها.. أحب كونها هناك في الركن.. لا تطلب مني شيءا سوى بعض الحبيبات التي انثرها فوق مائها كلما تذكرت.. فابتسم من أجل علاقة محددة المعالم وقليلة التكاليف. 


Wednesday, August 22, 2012

المتفهمون


يزعجني أبطال الأفلام والرويات أيا كان طابعها، فهم على الدوام قادرون على التفهم الذي يصل لحد كسر المنطق في تقبل ما هو مطروح أمامهم من أجل أسباب تدوسها اقدام الحياة اليومية التي تستهلكنا
يواجهون الإختلاف الذي يحرص كاتبو تلك المعضلات على جعله واضحا حد الفجاجة، يصمتون، ينزوون، ثم فجأة ودون أن يخبرونا كيف توصلوا إلى ذلك، يظهرون على وجوههم الإبتسام معلنين قبولهم لهذا المختلف دون أي ضغينة ودون أي إشارة إلى ما قد يشوب هذا القبول من عكارة.
ليتركوني هنا، وسط زحمة الألوان المختلفة التي تحاول أن تلطخ الجدران لتنال القسط الأوسع منه، غير قادرة على ذات الفعل السحري من إرتداء ابتسامة واسعة وتقبل المختلف/الآخر، مملوءة بحقد غير مبرر على هذه الشخصيات التي كفاها وجودها في الفراغ الإبداعي من أن تكمل الطريق في غير مسارات مرسومة في أفق المثالية الصرفة.
أكاد أعترف بأني محبطة، ولا أرغب في فعل ذلك، الإعتراف بالنسبة لي عملية شاقة، لا أفضل الغوص في برميلها, لكني حقا محبطة، لا أملك سوى ابتسامة محايدة.

Tuesday, June 26, 2012

أكره الصيف

الصيف لزج ليس فقط في جوه الذي يطبق على أنفاسي فتظل فكرة وجودي تحت الماء هي المسيطرة على مخيلتي طيلة النهار، ولكن لأنه يترك الوقت الكافي للجميع لأن يطبقوا على روحي، الجميع فرغ من ركضه خلف نفسه طوال الشتاء، وقف ليستريح في الصيف، ليبدأ في تأمل الآخرين، ليحسب مكاسبه وخساراته بناء على ما حققه غيره.
..

Monday, May 14, 2012

الطريق


الطريق طويلة.. وأنا تعبت
لم تعد بي طاقة لاكمال السير لأميال إضافية كلما قطعت منها شوطا تتضاعف البقية وكأنها إحدى الألعاب الإلكترونية.
أحاول أن ابدو منطقية فأبحث عن بداية الطريق وأسأل نفسي بحيادية عما اذا كنت قد اخطأت في اختياره، يفاجئني الطريق بتحولاته اللامنطقية فأنسى الأسئلة وأعاود التأفف من طوله.
احفاظ على ايقاع خطواتي في الطريق، اخشى ان توقفت قليلا ان يدهسني قطار الوقت.. فأطارد شهيتي للركون قليلا إلى جانب الطريق.
أشعر بوطأة الطريق على جسدي وكأننا تبادلنا الأدوار، فأضحى هو الماشي وأنا المنبطحة أرضا.. أحاول التخفف من أحمالي فأرمي حلما وربما اثنين.
أشاغل نفسي بمحاولة فك شفرات العلامات التي أقابلها والتي أعلم مسبقا أنها محض خيال، مل اللعب هناك على بعد الطريق فاقترب قليلا.
فالطريق طويل.. وأنا...

Saturday, April 14, 2012

رجل العام: شيخوخة الديمقراطية ولعبة الإنتخابات


السياسيون كما حفاظات الأطفال، يجب تغييرهم باستمرار.. قد يحمل التشبيه فجاجة، لكنه يحمل أيضا حقيقة علينا جميعا أن ندركها كي نحافظ على فاعلية الديمقراطية.. هذا ما يحاول فيلم "رجل العام" أو "MAN OF THE YEAR"، قوله من خلال كوميديا جادة إن صح التعبير.
يحشد الفيلم -بطريقة قد تبدو مباشرة إلى حد كبير تقلل من فنيته في نظر البعض-، مجموعة من الأفكار الناقدة للعملية الديمقراطية الأمريكية برمتها في طورها الحالي الذي شابه بفعل الزمن بعض الترهل.
الفرجة على الفيلم في ظل الظرف الحالي، ونحن لم نكد نلتقط انفاسنا بعد من سباق الانتخابات البرلمانية لندخل في معصرة الانتخابات الرئاسية، تسلط بقعا ضوئية على المشهد العام.
يبدأ الفيلم من الإحباط الذي أصاب المواطن الأمريكي العادي من العملية الإنتخابية في أمريكا، فليس كل ما يقال في سباق الانتخابات يتم تنفيذه في الفترة الرئاسية للرئيس أيا كانت مرجعيته السياسية، واضعا شعارا كبيرا للقضية مفاده: "ليس معنى أن هناك انتخابات تجرى وبشكل نزيه أنها تحقق آمال الشعب".
تحولت الانتخابات الأمريكية إلى عملية مصالح ما بين الحزبين الكبيرين "الجمهوري والديمقراطي" أو "الأحمر والأزرق" كما يعرفهم الشعب الأمريكي، وما يتصل بهما من جماعات ضغط، لتكون النتيجة: "أن شعب أمريكا لا يتم تمثيله، ما يمثل حقا هو جماعات الضغط التي تدين لها الحكومة بوصولها إلى الحكم، ليضيع المبدأ الأساسي بأن الحكومة من الشعب وأتت من قبل الشعب وتعمل من أجل الشعب"، يحدث ذلك بسبب قانون المصلحة الذي يحكم العملية منذ بدايتها، يتم تقديم مرشح يدعمه الحزب وتموله شركات رأسمالية، فعندما يصل إلى الحكم لا يستطيع فكاكا من تنفيذ سياسة حزبه وتحقيق مصلحة مموله، ويغيب الشعب عن المعادلة.
حقيقة كهذه، لا يمكن الوصول إليها بسهولة، تتطلب مسافة خارج المنظومة كي يمكن الوقوف عليها كان موقع بطل الفيلم الكوميديان الساخر الذي يرصد الواقع السياسي  بسبب طبيعة عمله، هو الأقدر على صياغة الفكرة والأقدر كذلك على تقديمها للجمهور بطريقة مثيرة للضحك والتفكير، خاصة وأن السياسيون-كما يطرح الفيلم- يجيدون استخدام "أسلحة التشويش"، يثيرون قضية حول تعديل دستوري لتجريم حرق العلم، لتشتيت الإنتباه عما هو أهم بالنسبة للشعب بالقضايا التي تحدثوا عنها في حملاتهم الإنتخابية من تعليم وعلاج وبيئة.
مثل هذه القضايا الشعبية مثارة فقط خلال مناظرات الحملات الانتخابية الممولة من قبل "جماعات الضغط المختلفة التخصصات"، فالرئيس الذي يتحدث عن تدشين مشروع السيارة الهيدروجينية لن يفعل ذلك حقا لأنه ممول من أضخم شركات البترول في أمريكا، وبالتأكيد لن يدشن مشروعا يتضارب مع مصالح مموله، الذي أصبح مدينا له بإيصاله إلى البيت الأبيض.
يؤكد الفيلم حقيقة أن العملية برمتها أصبحت مجرد عملية/ آلية/ قشرة تبرق بلون خاطف وتضحد تهمة الإستبداد بالحكم أو النكوص في طريق الديمقراطية، "فالساسة قد حادوا عن طريق الشعب، لم يعودوا مسئولين عن الشعب أصبحوا مسئولين فقط عن أحزابهم والجماعات التي تمولهم".
يحاول بطل الفيلم الكوميديان أن يربك اللاعبين الأساسيين فيتقدم لترشيح نفسه، ولكونه يهتم بشكل واضح وصريح بما يعانيه الشعب، يلقى نجاحا كبيرا، لكن هذا النجاح لا يصل لأبعد من الاحتشاد والتصفيق.
إذ يقر الفيلم حقيقة قد تبدو للوهلة الأولى غير منطقية، وهي أن الشعب واع بتلاعب الساسة والنظام بآماله، وغير راض عن آداء الإدارات الأمريكية المتوالية عليه، ومع ذلك عندما وقف أمام الاختيار بين مرشحي الحزبين الكبيرين وآخر مستقل، ذلك الذي فضح لهم ممارسات الرأسمالية باسم الديمقراطية، اختار الشعب من يعرفه، اختار رئيسه السابق، لم يحصد المستقل اصواتا تقربه حتى من الفوز على الرغم من أنه لم يخضع لقواعد اللعبة من صرف مليارات على الحملة الانتخابية كي يصل للبيت الأبيض غير مدين لأحد سوى الشعب الذي سيصبح مسئولا عنه، مهتما بقضايا حياته اليومية.
إلا أن السياسة ليس فيها مكان للأحلام والأفكار الأفلاطونية، السياسة تلوث من يدخل ملعبها، تطبعه بطابعها الخاص، والمهم ليس تحقيق مباديء الديمقراطية بقدر ما هو الأهم أن يتم ذلك بصورة صحيحة، "فالاحساس بالشرعية أهم من الشرعية ذاتها" هذه هي الحقيقة العظمى كما يأتي على لسان أحد شخصيات الفيلم.
ليس مطلوبا ممن هم خارج اللعبة سوى أن ينقدوا، فكما يقول البطل: "المهرج لا يحكم المملكة، ولكنه يجعل من الملك أضحوكة"، السخرية السياسية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها خلخلة النظام المترهل وأعادة الدماء إلى عروقه، ربما يكون قد حدث ذلك فعليا في الفيلم الذي لم ينجح فيه البطل في الوصول إلى البيت الأبيض إلا أنه حرك بدخوله إلى العملية الإنتخابية المياه الراكدة، إذ أن الفترة الثانية للرئيس المنتخب لم تكن الأفضل ولكنها كانت أفضل كثيرا من سابقتها، وهو ما حاول الفيلم ربطه بالحجر الذي ألقاه الكوميديان.
...
قصة الفيلم:
يحكي الفيلم عن "توم دوبس" مقدم برامج سياسية ساخرة، يقرر أن يخوض معركة الانتخابات كنوع من الاعتراض على احتكار الحزبين الجمهوري والديمقراطي للرئاسة على مدى سنوات طويلة، ولكن وفقا للنظرية التي تقضي بأن "شيئا يقود إلى آخر" تتحول الحركة الاحتجاجية إلى واقع، إذ حقق "دوبس" عددا من الأصوات في المراحل التمهيدية للإنتخابات جعلت منه مرشحا محتملا في الإنتخابات.
ساهم في ذلك تقديم إحدى شركات البرامج التقنية برنامجا للاقتراع الإلكتروني، تم اعتماده في الانتخابات الرئاسية، يقوم بحساب الأصوات والنتائج بطريقة الكترونية.
إلا أن خللا ما في البرنامج تكتشفه "إليانور" إحدى العاملات في الشركة يأخذ الفيلم إلى عقدته الأساسية، الخلل يظهر نتائج عكس ما هي عليه في الواقع، تحاول إليناور تنبيه مدير الشركة ومالكها إلى المشكلة، إلا أنهما في البداية ينكران معرفتهم بها، ومع اصرارها يوجهان لها اللوم لانها تحاول ببحثها عن عيوب البرنامج توريط الشركة ودفعها إلى خسارة أموالها التي دفعت في البرنامج وتسويقه.
تحرص اليناور على فضح التلاعب بالديمقراطية، إلا أن الشركة حفاظا على مكاسبها المالية تحاول أن تلفق لها تهمة تعاطي المخدرات وتطردها من الشركة.
يتمكن "دوبس" وفقا لنتائج البرنامج من الفوز بالانتخابات الرئاسية، في مفاجأة للجميع، إلا أن إليناور تتأكد عبر الدخول إلى الشبكة الرئيسية للشركة بأن الخلل في النظام هو ما جعل منه رئيسا لأمريكا، وحينها تقرر الذهاب لإخباره بالحقيقة، يتلقى الخبر بصدمة لكنه لا يتشبث كثيرا بالكرسي، بمجرد احساسه بان الشعب لم يختاره، يكشف "دوبس" بنفسه للشعب الأمريكي عن اللعبة التي تمت ليصبح رئيسا، ويعود مرة أخرى مقدما للبرامج السياسية يجلد بسياط نكاته ظهور الساسة.


Monday, February 13, 2012

ارتجالة

أنتقل بخفة بين المربعات التي يتشكل منها مدخل البيت، رائحة القرنفل تخترق روحي .. فأفرد ذراعي على اتساعهما وألقي بجسدي على العشب الأخضر ..

أفتح عيني بمجرد ارتطام جسدي بالأرض لأجدني على الأريكة في "غرفة الجلوس"، صوت مذيعة نشرة الأخبار الحيادي يربك مخيلتي التي لا تزال رطبة بصور الحلم، أقرر أن أخفض صوت التلفاز بدلاً من إغلاقه، وأخلع نظارتي وأعود مرة أخرى للنوم .. يخطر لي أني أصبحت تقليدية في أحلامي حيث لا يوجد سوى خيالي القريب عن بيت متسع بحديقة خضراء، يخطفني نوم ثقيل بأحلام متداخلة يركض فيها كل من عرفته في حياتي بفزعٍ لا أفهمه، أفتح عيني بعد زمن الحلم الطويل لأجد ذات المذيعة بأحمر شفاهها اللامع تقرأ بلا تعبير أخبارًا لا تحمل أي جديد! 
أتطلع إلى شاشة الموبايل  لسبب خفي أو ربما عادة قديمة ورثتها من زمن الانتظار، أتطلع إلى السماء من النافذة فوقي وأغمض مرة أخرى .. 
أشعر وكأني استيقظت بقرار سريع، أقفز من فوق الأريكة.. اتجه مبـاشرة إلى باب الشقة أفتحه وأنزل الدرج بسرعة.. في الشارع الخالي يتملكني الخوف ... أحاول أن أتذكر سبب نزولي إلى الشارع في هذا الوقت وحدي، أبحث عن طريقٍ للعودة ... أشعر بالضياع ... السقف وصوت المذيعة والسماء المائل لونها لحمرة غريبة! 
أقف تواجهني المرآة الكبيرة على طول الحائط أمامي فأتحاشى النظر إليها .. يزعجني شكل شعري غير المرتب فأحاول تسويته، الكلاب تنبح بفزع فيرتجف قلبي، أحاول تجاهل الفكرة، أنظر للسرير عن بعد أحاول أن أسلم جسدي .. لكني أتراجع! 
 
لمزيد من النصوص المرتجلة لأعضاء جماعة مغامير الأدبية أنقر هنا  ارتجالات مغامير

Thursday, February 9, 2012

خيالات


أكون معه، كأني لم أتركه لحظة، أرفع رأسي إلى وجهه الذي يعلوني بعدة سنتيمرات، أراه ممتلئا بالثقة في بقائنا معا، ، وأفكر "كنت فين؟"، جولتنا وسط الكتب المتناثرة حولنا دون أن تتضح عناوين أي منها، تلهيني عن شوقي الذي تفجر في لحظة ادراكي أن ذلك يحدث.. لكن ما يلبث أن يتسلل هواء الليل البارد إلى جسدي، أحاول التدثر بجاكت ثقيل أرتديه، يخطر لي أن جسر الكتب الذي نحاول ارتقاؤه كي نعبر بحر الآلام لن يقو على التماسك تحت ثقل خطونا.
أداري أفكاري كي لا تقرأها عيناه الشغوفتان بي وبالكتب، وأبتسم وأنا ألقي نكته لن تضحك سواه، يدفعنا مرور الوقت ناحية الافتراق، يرافقني دون سؤال كما اعتدنا حتى نصل إلى مكان يأمن علي فيه.. نتحرك في شوارع مضاءة بقمر مكبل بالسحب، توقفني جملة "ماعدش ينفع"، فيسحبني من يدي التي يصدمها دفء كفه.. تلوموني نفسي فأرد لها لومها.
أحرك جسدي ببطء، تهتز الصورة أمام عيني، وتبهت الألوان الغامقة، يخفت صوته الذي بدا لوهلة لآخر يشاركه الغياب، أقرر أن أخرج وأنا في طور الحنين، أفتح عيني بابتسامة!  




Friday, January 27, 2012

27 يناير 2011

كان يوم 27 تحضيري أكثر منه تفاعلي مع الحدث، كنا نحاول أن نعرف من من القوى السياسية قرر أن ينزل، كنا نتعلم كيف سنتصرف أثناء ضرب الغاز، التعليمات التي بدأت تنتشر عن حل الخل والبصل والكوكاكولا التي تغسل بها العين.
كنت أشعر يومها بشعوري طفلة بليلة العيد، مرتبكة أحاول أن أجهز ما سأرتديه، وما سنأخذه معنا دون حمولة تعيق الجري، لم أخبر أحدا من أهلي، كان الأصدقاء جميعا في نفس الحالة، قررنا أن نلتقي في وسط البلد، كنا أنا وزوجي وحسام عبد اللطيف وأحمد الحضري وأحمد عبيد ودينا الحصي، كنا تأكدنا أنها ثورة، تحدثنا عن احتماليات ما سيحدث لو خرج الناس حقا في جمعة الغضب ماذا ستكون ردة فعل النظام، توقعنا أن الشرطة ستفشل في التعامل مع المتظاهرين مما سيستدعي نزول الجيش، وكانت "حسبتنا" أن الجيش لن يطلق النار على الناس، إلا وحدات بعينها شتضرب مجموعة ليرتدع الباقي.
حاولنا الدخول على الانترنت من هواتفنا المححمولة لكن لم نتمكن، فاكتشفنا أنه تم قطع النت نهائيا، وتوقعنا قطع الاتصالات في اليوم التالي لذا حرصنا على أن نتفق على مكان وزمان اللقاء بالتحديد.
المضحك أن القهوة التي جلسنا عليها غالطتنا بشكل مثير للريبة في حساب المشروبات، دفعنا ونحن نردد أننا سنأتي غدا لنتظاهر أمامها وسنردعه على ما فعله معنا، تحركنا في الشوارع التي كانت تمتليء بسيارات الأمن المركزي، ومجموعات من الشباب تتحرك وهي تردد "لا إله إلا الله"، كان الجنود مكدسين في السيارات الزيتي الكئيبة ينظرون لنا بتوجس، وننظر لهم شزرا.
التقينا في الشارع بمحمد طلبة، وكان لابد أن نفترق، هنا نظر أحمد الحضري إلى وجوهنا وقال: "بكرة هيبقى بجد، لازم نبقى عارفين ده قبل ما ننزل عشان كل واحد ياخد قراره"، لوهلة ساد الصمت بينا، ثم تناوبت التعليقات بين الجد والهزل، لكن الفكرة خلقت تصميما جديدا للمضي في الثورة.
أنزلنا أحمد عبيد في المريوطية في شارع الهرم وكان لابد أن نرجعنقطع مسافة في شارع الهرم كي نصل بيوتنا أنا ووليد ودينا، في الشارع كانت الحالة غريبة جدا، سيارات الأمن المركزي منتشرة بطريقة مثيرة للريبة، متكتلة عند الطالبية وجامع السلام بعدها بشوارع، علق سائق الميكروباص: "أهو المظاهرات بقى وتكسير العربيات"، لم نحاول أن نعلق ونتحدث عن السلمية اكتفينا بـ "حسبي الله ونعم الوكيل"، كانت ليلة غريبة لا أدري كيف نمت لكني فعلت حقا، لتوقظني شمس الثامن والعشرين من يناير، لأشهد جمعة الغضب. 

Thursday, January 26, 2012

26 يناير 2011


في فجر السادس والعشرين من يناير الماضي، كنت أنا وزوجي نقطع شارع الهرم في محاولة لإيقاف تاكسي كي يأخذنا إلى المنزل، كان وليد عائدا من الميدان بعد أن قضى معظم ساعات الليل في أحدى شقق ميدان التحرير التي فتحت ابوابها للثوار الذين احتموا بالعمارة من بطش الأمن المركزي ولم يستطيعوا النزول إلا مع آذان الفجر، كنت أبيت ليلتها مع صديقتي في فيصل، مر علي وتحركنا سويا، مع دخولنا البيت بدأ يحكي عن شعوره الذي لم يتخبره من قبل الغضب والإهانة، صليت الفجر ودعوت أن يمن الله علينا بثورة مكتملة تعيد كرامتنا ونمنا، استيقظنا متأخرين تقريبا بعد آذان الضهر، كانت السويس قد زاد اشتعالها وتجمهر أهلها أمام المشرحة احتجاجا على سقوط أول شهيد في الثورة.
الشباب على الفيس بوك كان يتحدث عن مسيرات تجوب الشوارع، اتصلنا بأصدقاءنا، واتفق وليد معهم على أن يلتقوا في وسط البلد، طلب مني ألا أنزل في ذلك اليوم لأنه لا يأمن العواقب.
كان قد تم حظر الفيس بوك، لكن شباب الثورة كانوا قد جهزوا طريقة اختراق الحظر قبلها بعدة أيام تبادلنا البروكسي الجديد من خلال الإيميلات ودخلنا الفيس بوك، يومها كنت عند أختي ومعنا أمي، سألوا عما يحدث أجبتهم أنها ثورة، لم أخبرهم أني شاركت بالأمس وطبعا لم أخبرهم أن زوجي الآن هناك، حاولت أن أنقل لهم صورة متفائلة، لكن خوفهم من الموت والدماء كان أقوى، حتى أن أختي خشت على طفلها ذي الأربع سنوات، عندما رأتني أسجل له فيديو يردد فيه خلفي "الشعب يريد إسقاط النظام".
وليد كان يتابعني على التلفون، يتصل يخبرني بتحرك المسيرات التي كان يتم تفريقها وتعاود التجمع في شوارع وسط البلد المختلفة، كنت أنقل عنه على صفحتي على الفيس بوك تحت شعار "شاهد عيان"، كنت أشعر ليلتها بغليان البركان وبدأنا تداول صور الدعوات لجمعة الغضب.

Tuesday, January 10, 2012

هواجس

أرغب في التخلص من الحكي الذي يلطخ كتابتي يلطخ حياتي 
 
أرغب في التخلص من الصوت اللعين الذي يتحدث دوما في عقلي عن أشياء لم أرها من قبل لكنها تبدو أصدق من الحقيقة، ذلك الصوت الذي يعقد مقارنة دائما بين ما هو كائن وما يجب أن يكون.. ويتركني معلقة في حبل سؤال لا إجابة له.
 
أرغب في أن افك أسر قلبي من تعلقه غير الإنساني بكل ما هو إنساني 

****

أستعين على الحياة بالنظرية.. 
أبني نظريات ثم أهدها وكأني ألعب فوق شاطيء أحاول أن ألصق الفشل في النظرية متجنبة القول بفشلي لا لسبب سوى أني أحاول التخلص من عادتي اليومية في جلد ذاتي.
 
أنا أحاول التخلص من بقايا البنت الحالمة التي لا تزال متعلقة بطرف ثوبي تلك التي كانت تخطو في الحياة بعنجهية الفاعل دون أن تلحظ أنها مفعول بها
 
الوقت الذي أسرفه في التفكير في طريقة عيش الحياة والاندهاش من الهوة بين ما هو في رأسي من اوهام عنها وما هي عليه بالفعل لا يترك لي الوقت كي أعيشها حقا، وهو ما يقذف في قلبي الخوف الخوف الأزلي الذي يوقطني بالليل أواجه نفسي الهائمة في الملكوت بسؤال واحد: هل اعيش الحياة كما أريدها أن أنها تتسرب من بين يدي دون أن أشبع منها؟ 
 
اعتقال لحظة هاربة يبدو ذلك الحلم الوحيد الذي أحيا لأجله