Tuesday, June 30, 2009

التجربة


منهكة من الانتظار.. أحاول الوقوف بدرجة اتزان تقيني سقوط غير مأمون العواقب, انفض عني تراب ما لم يكن يوما ,, أتماهى مع أحداث رتبتها على مسار أيامي لتوازي وقوفي الهادئ هناك.

وأحاول لملمة ما نثرته شوقا على أغصان الشجر مستعينة ببعض هوى قضمته مني الأيام التي مرت بي وأنا هناك أنسج من أفكاري بعض التفاصيل لتحميني من برد الانتظار

أقاوم الترنح الذي يحرمني الإنصات للأصوات الصادرة من حولي تختلط علي بين منبه وشامت,, أخطو بإصرار على الطريق الممتد أمامي منذ الوقوف الأول.. أتذكر خوفي من عبوره .. وابتسم

تتصاعد الأفكار في رأسي كأنها غازات كريهة تعيق روحي من التحليق بأمان في الفضاء المتسع,, صور , روائح, أحلام, كلمات متناثرة , وأصوات تردد وتردد كلمات مبهمة تبدو مألوفة

أقف ممسكة بجسدي الذي أدركت لحظتها فقط تفاصيله المتمادية في الإعلان عن نفسها,, تتملكني التقطيبة ندما على تجاهلي إياه على باب القادم. تزداد سرعة خطواتي لتسمح للهواء بالإرتطام في خلايايا المنغلقة داخل شرنقات الخوف.. أشعر بمساحات للنور تخترق صدري.

أرتفع شيئا فشيئا عن الأرض... متحررة من وهم الإنتظار

Tuesday, June 23, 2009

حاستي السادسة


الفكرة جت من عن الفيس بوك


اختبار الحاسة السادسة اللي بتملكها


أنا طول الوقت عندي يقين لا يقبل التشكيك فيه من أي حد إن عندي حاسة سادسة وقوية جدا كمان


بغض النظر عن حقيقية الفكرة أو كرهي ليها في اوقات ما لما تفضل الأصوات تعلى في دماغي وتقولي حاجات ما ببقاش حابها بالقدر الكافي


ببتسم ابتسامة خفية في اللحظة اللي بيتأكدلي فيها صدق احساسي


لما يأتيني الخبر اللي حسيته وجمعت عليه دلائل لفترة طويلة


كتير بحس إن التأكيدات لإحساسي بتجيني طوعا مش كرها


كتير بتجاهل احساسي


خصوصا مؤخرا في محاولة لتوفير طاقتي في أشياء مهمة -زي التركيز في علاقتي بجوزي- وبحاول أوطي الأصوات اللي بتقولي حاجات عن الناس اللي حواليا


ومع ذلك الأصوات بتقولي كلام


والكلام بيلاقي علامات تدعمه


ويتحول خلال فترة لـ "خبرية" على رأي اللبنانيين.. تخليني زي ما قلت ابتسم


المتتالية دي كانت كتير بتخليني أبقى حابة نفسي .. خصوصا لو كنت قادرة بطريقة ما على مساعدة الحد اللي بتراودني أحاسيس عنه لو كان في مشكلة أو ضيقه


اللي بيضايقني ومؤخرا .. إني بقيت بحس إني مش قادرة حتى أقول للحد إني حاسة بيه كفاية


إني بسمع أصوات و أنا قاعدة لوحدي أو أول ما اصحى من النوم .. بيخطرلي حاجة عنه


وإني لما أشوفه بيتأكد احساسي قوي


وإنه لما بيحصل اللي حسيت بيه .. وبعرفه .. مش بقدر أقول غير كنت حاسة


الفترة الأخيرة بقيت نزعج من الصوت.. بطرده لما يجيني .. وبفكر إن مش منطقي احس بالبعيد قد كدا


من أيام كنت متوحدة مع الحالة لدرجة اربكتني .. مع إني ما عشتش تفاصيلها بقدر كافي بس كام ساعة قريبة من الشخص دا خلتني أبقى عايشة حالته وكأنها تخصني


دا بقى من التأثير السيء لتحقق الإحساس مش بمجرد معرفة الخبر اليقين .. لا ومعايشته بطريقة ما


هو أنا بقول الكلام دا ليه


اه عشان الفيس بوك -اللي ادمنته مؤخرا- قاللي إن حاستي السادسة هي الأصوات اللي في دماغي بتقولي ع اللي بيحصل في مكان ما بعيد


وعشان أنا حابة أوطي الصوت شوية.. هيكون أحلى بكتير إني اسمع أصوات حقيقية بدل أصوات الأشباح في عقلي.. المنهك من تجميع العلامات والإشارات و الخطوط المتقطعة لتكوين صورة تقول حكاية .. جايز ما يكونش من حقي أصلا إني أعرفها


صباحكم إحساس من غير أصوات

Saturday, June 13, 2009

حالة


تختفي الفكرة الملحة ... تتلاشى وسط الأوامر التي تصلني والأخرى التي أرسلها


أشعر في لحظة أن الموج الي كان يضرب صخور عقلي .. يهدأ شيئا فشيئا


تبدو الفكرة نقطة في نهاية البحر المتهادي


...


يبقى هاجس الفقد محركي

Wednesday, June 10, 2009

على هامش كائن لا تحتمل خفته ميلان كونديرا 2

أنهيت أخيرا ميلان كدونديرا "كائن لا تحتمل خفته"

هو الذي لا يدري أيهما ايجابي وأيهما سلبي الخفة أم الثقل لكني أعرف جيدا أن الخفة هي تلك الحالة التي تجعلني أتحرك في الحياة بسلاسة حركة فراشة .. رغم أني قد لا اترك أثر ما..

مع روايته التي يصر صديقي أنها ليست أفضل ما لديه لكني أفكر أنها أفضل ما قرأت مؤخرا .. تعجبني طريقته في السرد والتي تقترب من أذنك وتهمس لك ولا يخشى أن يكون مباشرا أكثر من اللازم عندما يشعر فجأة أنك لا تفهم بوضوح الفكرة التي يصورها فيبدأ في شرحها لك خارجا عن سياق السرد .. حتى يعيدك غليه بجملة كان قد كتبها قبل عدة فصول ولا ينسى أن يخبرك بأنه متعمد فعل ذلك "نعم لقد كتبت هذه الجملة في الفصل الأول" ويكمل سرده

تلك الحالة المتأرجحة بين الحكي وبين الفلسفة تجعلني أندهش .. أرفع حاجبي قليلا وترتسم ابتسامة لرجل أتخيله عجوزا يدخن السيجارة في هدوء يتحدث على سجيته .. وأقرأ السطور بتمهل حتى أستوعب تلك الفكرة التي يمهد للدخول إليها.

تماهيت تماما مع شخصية سامنثا _ يقول صديقي ذاته: أن الفصل الثالث من أروع فصول الرواية – وأؤكد على ذلك هو في هذا الفصل يتحدث عن سامنثا وعلاقتها بفرانز بطريقة إتباع اختلاف مفاهيم الكلمات لدى كلا منهما.

تبدو سامنثا شخصية جديرة برواية كاملة تحكي عنها.. فهي ثرية لحد بعيد.. ورغم تعاطفي مع تيريزا وتوماس إلا أني أحببتها اكتر حتى لتمنيت ألا تستمر في ترك رجالها على هذا النحو.. أو ربما تكون تلك الحالة هي ما جعلتني أحبها أكثر!!

لم أنزعج من المقاطع التي تحدث فيها عن الشيوعية وتأثيرها على بوهيميا.. يمكن لحبي لحكاية بوهيميا .. وانبهاري بأحداث ربيع براغ.. ربما يكون في ذلك سبب لاندماجي مع الرواية في الأصل.

يخبرني كونديرا وهو يتحدث بعقلانية شديدة عن اللحظة التي يشعر فيها كلا من توماس وتيريزا بالحب تجاه بعضهما ... أن المشاعر يمكن التعبير عنها ببساطة بعيدا عن الكلمات المغلفة بالكثير من السكر الذي يجزع النفس

هو قادر على أن يخبرني عن عمق حبهما وهو يتحرك بسلاسة داخل كلا منهما.

ربما لهذا بنفس حماسي أبدأ في كتاب الضحك والنسيان