Tuesday, March 31, 2009

ليل وسط البلد


ليل وسط البلد

احتمي في ذراعي.. اعانق بقدمي الأرض المنسابة.. أتأمل بدهشة المرة الأولى.. الفتارين, الباعة, الناس, الأنوار.. ويبهرني مدى تناسق أفيشات سينما مترو مع صخب العالم.

أرى لحية الخليجي بجلبابه الأبيض فابتسم لفكرة سيطرة الوهابيين على الشارع المصري.. اسمع صوت من خلفي يحث صديقه على الذهاب لأبو طارق فيرد بملل "ياعم أبو طارق مين" فاشتهي دقة الكشري الحراقة..

أحاول تجنب الاصطدام باكواز الايس كريم ماركة قويدر والعبد.. وابتسم لمحاولات الشاب خلفي لتذكر أغنية عن وسط البلد.. لم تلتصق كلماتها في ذهني.. رغم أني عرفتها في حينها.

أشعر أني أمشي على الماء.. أرغب بشدة في الاستماع إلى الموسيقى

ظللت أردد.. ساعات أقوم الصبح ..

وصلت الميدان.. وقفت في المنتصف أتأمل التمثال النحاسي.. محاولات ترميم القاهرة الخديوية... الهدوء المسيطر.. نصف الميدان مضاء ونصفه الآخر مظلم.. شعرت بأني أمشي في الحلم.

يتصل صديقي يعتذر عن عدم قدرته على لقائي اتنفس بارتياح

شعرت في خلال النصف ساعة تلك أني أمارس انسانيتي ... استمتع للمرة الأولى تقريبا بكوني وحدي.. متماهية حد الذوبان مع شارع طلعت حرب في وسط البلد...

Sunday, March 29, 2009

إهداء


رفعت رأسها بسرعة عن الكتابة.. لتجده

ممتداً بطول صفحات الكتاب الذي خرج إلى النور ليعود هو إلى الظلام.. مثبتاً عينيه المغرقتان في الحزن الذي أورثته إياه على قلمها المتشبث بأصابعها.

بين نظرة للقلم وأخرى إليه ابتسمت واقفة .."أهلا"

رد مبتسماً, إبتسامة خارجة عن قاموس إيماءته الذي تحفظه عن ظهر قلب.


" خفت لتكوني نسيت تعملي حسابي في نسخة " قالها ماداً يده إليها بنسخة من كتاب.. يذيل غلافه اسمها.

عادت إلى كرسيها تحاول إستعادة جميع الجمل التي ركبتها لتكتبها على غلاف نسخته.. لم تجد سوى البياض يحتل تفكيرها.. وعطره الحزين يملأ وجودها.. ترددت مرتين ثم خطت
بين قوسين "إليـــــــــــك " ممتده كما الشوق الذي بزغ من بين ضلوعها متوازية مع اسمها في آخر الصفحة البيضاء ومتعامده على 60 جرحاً من القطع الأبيض المتوسط.

تركت القلم.. ورفعت يديها إليه.. تهديه جثة هواه.. منقوش عليها اسمها..بتاريخ أول لقاء بينهما.

Saturday, March 14, 2009

تأمل

من الأفضل أن تكوني كاتبة على وشك الولادة عن أن تكوني كاتبة مستهلكة

*********

الزواج نوع من المكان الذي تفرضه الظروف لنبقى فيه لفترة محدودة لنصفي فيه حساباتنا مع الماضي
*********
من رواية "أسرار حميمة" للروائية الأسبانية نوريا أمات