Friday, January 30, 2009

مساحة للرقص


تحاول الخروج بنصها عن المألوف .. أن نتنحي به جانبا بالقدر الكافي عن تلك المنطقة المأهولة بالكلمات.. تبدأ في خط كاف متصلة تناسب مزاجها المائل نحو اليسار قليلا .. تتذكر مدلول اليسار فتشطب بخط مائل على الحرف وتحاول أن تبدأ بآخر

يناسبها انزلاق الراء إلى أسفل السطر ويتركها في تحدي للصعود إلى ما فوقها لإكمال الكلمة .. فترتفع بقلمها الرفيع السن لتمم "رقصة"

تبحر قليلا مع السن المتراقص على الصفحة المائلة للصفرة .. تنقش حروفا تتناوب الصعود والهبوط على السطر مشكلة معزوفة موسيقية لا تنتمي لأياً من تلك الموسيقى التي تفضلها لكنها تستمر بقوة الرغبة في التماهي مع الحالة ..

" أحتاج لمساحة لأدور دورة كاملة حول نفسي دون أن اصطدم بتماثيل الماضي المصطفة حولي مخرجة لي لسانها .. مؤكدة على وجودها الخارق لقوانين الطبيعة "

كتابتها المتأرجحة بين النسخ والرقعة .. تناسب ارتفاع وانخفاض النغمة ..

" أنتهي من إحراق مخزوني من الذكريات مع حرص شديد على ألا أحرق معها ما تبقى من نفسي القابلة للإشتعال"

تدور في نفس النقطة .. وتكتب جملتها بأكثر من طريقة .. تحرص على أن تكتب حروفا بنقاط كثيرة .. تنقر الورقة المستسلمة لعبثها .. وتشعر بأمان غريب من وجود تلك النقط السوداء الزاهية .. تنتشر بتراتب غريب على البساط الأصفر الممتد.

" أغلق بحرص بوابة الأمس .. انتشي لسماع صوت البحر"

يتركها الراء في انسداله .. في فسحة روحية تمنحها الراحة ..

Monday, January 19, 2009

تنهدات



تنظر إلى عينيه مباشرة ثم تدفع بجسدها في الاتجاه المعاكس .. تبقى نظرتها معلقة بوجهه الذي فقد كل تعبير تسير مطأطئة تتمتم بصوت مسموع ..

-
رايح اسرقلك غابة واسرقلك جان


تتنهد محاولة إخفاء هزيمة خطواتها حتى لا تفضحها عينه التي تعرف أنها ملتصقة بظهرها المنحني..
تبدأ في كتابة كلمات بينها الكثير من نقاط الانقطاع على الشاشة بين يديها بمجرد استقرارها في الكرسي الخلفي لسيارة الأجرة

تتنهد مرة طويلة أخرى تنهيدة بمذاق الراحة عندما تخبرها الشبكة أنه استلم الرسالة .. تفزعها الفتاة التي واجهتها في المرآة الجانبية للسيارة .. فتجبر نفسها عل خط ابتسامة ..

على ضفة النيل .. تتنهد مخرجة الكثير من الهواء الساخن في محاولة جادة لترويض الدمع المتراكم في صدرها الضيق كما عنق زجاجة ... تدور بعينيها في المكان فتلمح خياله يقترب..

يجذب الكرسي بحيوية تجعلها تفكر من أين يأتي بهذا الحماس فيبادرها قائلا:
- مبسوط إنك كلمتيني
تبتسم بتكلف وتريح جهازها على الطاولة التي تفصلهما وترفع عينيها إليه .. تردد بينها وبين نفسها امنية صغيرة بأن يمارس عادته في تحريك الحياة من حولها .. لكنه لم يفعل .. بل ظل صامتا بعد أن أراح ظهره على الكرسي .. فلم يشتت ثقل الوقت سوى سؤاله مكتوم الرنين :
- مالك؟
بنصف تنهيدة هذه المرة أجابت :
- مافيش .. عادي .. الحياة حلوة .. منهية جملتها بزمة من شفتيها تعني أن الأمور تسير..
يضيق عينيه ويتقدم بجذعه من الطاولة و يكرر السؤال بعد أن سبقه بـ "بتكلم جد"

تطيل النظر إليه ثم تأخذ عينيها إلى المياه التي لم تمل يوما السير نحو الشمال في تؤده تميز النهر العجوز .. فيؤثر أن يحافظ على الهدوء الذي فرضته مراقبا إياها في انتظار التفاتة منها تؤذن له بالتواصل

بعد وقت .. تعود بشبح ابتسامه .. تطلب منه أن يرافقها على حفل موسيقي غدا .. يوافق بتوجس .. تعود لهدوئها متنهدة بنفاذ ...حس .

Saturday, January 17, 2009

فلسفات صباحية


تتوالد الأفكار في رأسي كما حبات الفشار .. لا شيء يربط بينها سوى أنها جميعا بيضاء


..


إذا جمعنا الأبيض والأسود لن نحصل سوى على رمادي .... حقيقية علمية


..


الصمت من ذهب .. مؤخرا أدركت ذلك


..


الشر والخير ليسا وجهين لعمله واحدة .. بل وجه واحد لجميع البشر


..


في كل مرة يتقدم مني أحدهم و على وجهه ابتسامة مغتصبة من بئر البغضاء .. يوجعني قلبي من قسوته على نفسه


أكاد أخبره " لك الحق أن تكرهني .. ليس من حقك أن تجبر نفسك على مخالطتي"


..


فيروز حالة إبداعية مكاملة بإمضاء الأخوين رحباني


بمناسبة رحيل منصور الرحباني


..


الأخبار الصباحية


موزعة بين سيء و اسوأ


الجيد في الأمر أن هناك أخبار .. زادا لفراغ الساعات


..


صباح .. مختلف

Wednesday, January 14, 2009

على هامش بيروت بيروت

بدأت الرواية بنهم شديد .. رغم وثائقية صفحاتها إلا أني كنت أركض خلف اللقطات التي يسردها صنع الله إبراهيم لما حدث للبنان منذ بداية ظهور الطائفية وحتى نهاية الحرب الأهلية

بدأ التسلح .. القتال .. الصور المثيرة للرعب والفزع .. ثم تلك المحفزة للدموع .. و في بعض الأحيان للغثيان

ما يصوره الكتاب .. ربما كان أخف وطأة لو لم تكن صور ضحايا غزة .. تحاصرني في كل مكان على الانترنت و على الشاشة وفي الصحف " تتجسد الصور التي يصفها صنع الله .. هم بذاتهم الفلسطينيين الغزاوية .. أو اللاجئين في لبنان أو حتى اللبنانيين في الحرب الأهلية .. جميعهم ضحايا .. ضحايا

ليست إسرائيل هي مجرم الحرب الوحيد في المشهد .. رغم أنها مجرم الحرب المحرك لبقية المجرمين

إسرائيل تخطط .. و منا من يتولى التنفيذ .. لتظهر الأحداث بعد ذلك متسقة مع أهداف العدو (الداخلي / الخارجي)

لا أرغب في الحديث عن السياسة والتي لا أعرف عنها أكثر من مجرد شذرات .. تصنيفات طفولية للفاعلين .. إسرائيل عدو و الحكام العرب متخاذلون و أبو مازن خائن و مشعل بطل و نحن خوااااااااااااااااااء

فقط أدهشتني قدرة البشر على أن يمارسوا القتل كعادة صباحية مثل شرب القهوة كنت أفكر – بطفولية أحسد عليها – أن الاسرائيلين جنسا غير بشري يمارسون القتل بدم بارد.. اكتشفت أنه فعل إنساني جدا .. يمكن ممارسته دون إحساس كبير بالذنب مادمت مقتنعا أن الآخر عدو.

أفكر فينا .. (نا) عائدة علينا نحن الأفراد الذين نتبادل صور الهولوكوست وأخبار الانتصارات الصغيرة حجما الكبيرة أثرا لصواريخ المقاومة .. كيف تبقى الحرب خيارا أخيرا وربما مستحيلا.. كيف ننظر لما نمر به بهذه النظرة .. رغم أن الجهاد أصل في عقيدتنا .. كيف يدفع الاسرائيليون جنودهم بكل "حماس" نحو الحرب .. فيما نتخفض أصواتنا بمجرد طرح خيار الحرب بطريقة جدية

كم منا يرغب حقا في الذهاب لحرب أو بمعنى أدق في الوقوف في وجه العدو .. هل بداخلنا ما يجعلنا نصمد كما المقاومة في غزة ؟؟

أسئلة تفزعني .. أنا لا أرغب في خوض حرب .. (أنا) عائدة علي أنا شخصيا .. لا أرغب في خوض حرب ... لا أعرف إن كنت سأدفع بزوجي إلى ارض المعركة أو أنظف له سلاحه .. أو أحمل طفلي على ذراعي على مثواه الأخير دون أن تنهار قواي والتزم بالأرض.

الأمر ليس في نصرة غزة .. الأمر في نفوسنا نحن التي استسلمت .. التي تربت على خيار السلام خيار نهائي ووحيد .. الأمر في ما هو مفروض علينا تجاه أنفسنا / ديننا / أخواننا.. أكره خوفي من الحرب .. وأنظر لما يحدث في غزة على أنه معجزة بشرية .. هم قادرون على الصمود تحت القصف والاجتياح البري .. والفسفور الأبيض.. فيما نخشى نحن أن نعلن بصوت عالي في وسط شوارع القاهرة الملغمة بالأمن أننا نرغب في طريقة جديدة للتعامل مع الأمر غير التعاجب بالشال الفلسطيني.


Sunday, January 11, 2009

لأني أستعد للرحيل


لأني استعد للرحيل

أعيد ترتيب الغرفة بما يتناسب مع ذوقها الشرقي ألصق الخيامية المتماهية مع لون المقاعد فوق مقعده المفضل.

و أوزع هداياها إليه في أركان الصالة لتصنع دائرة مقدسة حول جلستهما الليلة والتي ستعيد للكرة الأرضية توازنها..

أنقل السرير إلى حيث اقترحت أن يكون يوم أن أشرفت بنفسها على تنسق الغرفة بصحبته .. وأنثر ورودها المفضلة فوق مفرش السرير الكستنائي كما "هي"

أعلق صورة جمعتهما في يوم بعيد عن وجودي احتفظ بها طوال الخمسة أعوام الماضية في درجه قريبة بما يكفي من ذاكرته..

لا أنسى أن أضع فواحة بعطرها الشرقي فوق مكتبه .. تتكفل بإنعاش خلاياه العشقية وهو يمارس عادته في اجترار الذكريات مع دخان السجائر.

احرص على تنظيف سترته من بقايا شعيرات تركتهن سهوا ليلة وداعي الباكي له .. مزيلة بماء الورد ما تبقى من رائحتي في أنحاء المكان .. مطلقة لذكريات شوهها دخولي العنان ...

وأرحل أنا في هدوء


Saturday, January 10, 2009

قراءات


وكأن المدن تتواطىء فيما بينها لتصنع حولي دائرة محكمة الإغلاق


التهمت يوم الخميس رواية خيانة القاهرة لشيرين أبو النجا.. وها أنا ألهث وراء جنون بيروت في "بيروت بيروت" لصنع الله إبراهيم

في محاولة للتغاضي عن الصور المتدفقة من غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزة


*****


أخبرتني تلك الشامية التي عرفت نفسها بأنها خبيرة في قراءة الطالع أني

"قـوية"


هكذا نطقتها ببساطة وبسرعة بعد أن أخبرت صديقتي أنها ستكون مشهورة وبعد سؤال مباشر مني بصيغة


"و أنا؟"


لم أقف لحظتها عند مفارقة أن قوية لم تكن طالعا بقدر ما كانت مجرد قراءة لملامحي وقتها


حين كنت اعتبر القوة شعاري


كنت لطيفة ورقيقة ومتسامحة ... وقوية


كنت أعرفني قوية


رغم عدم رغبة الجميع في الاعتراف بقوتي


التي لا يرون ملامحها سوى في القسوة


اليوم


أنا ضعيفة ..وجدا


وصلت لقناعة تامة بأنه لم يكن طالعاَ


بقدر ما كان رد فعل على نظرتي لها التي أربكتها


****


Sunday, January 4, 2009

في استقبال عام2009


أنوي


أن أكف عن إصدار الأحكام


في محاولة لترك مساحة للتفهم


..