Sunday, January 31, 2010

البعض يفضلونها ساخنة


للحق لا أفضل الحياة الهادئة التي تمر دون أن تجعلني أشعر بوجودي فيها /وجودها فيا

إلا أني اليوم استيقظت بأمنية تبدو بعيدة تماما هذه اللحظة, أن تكف الحياة ولو قليلا عن بث تفاصيلها التي تنغرس في ايامي مسببة القليل من الألم والكثير من الحيرة وتضفي قدرا لا بأس به من الإحباط

أعرف أن الحياة تتقن هذه الألاعيب,, تحيك الثوب الأبيض وتبسطه أمامي حتى ليبدو أنه العمر الممتد بصفاء

لا تكاد الفرحة تغمرني حتى أبدأ في ملاحظة الثقوب التي تستلزم الكثير الكثير من الجهد لإعادة رتقها

كلمة جهد لا تبدو هنا الكلمة المعبرة.. أحاول أن أجد كلمة أكثر توصيفا لتلك الحالة التي أعانيها, رغبتي في أن تسير الأمور كلها على نحو جيد, لا أملك أن أمسك بالفأس لحرث الأرض وإلقاء البذور وترك البقية على الله الذي يدبر الأمور كيف يشاء مملوئة بالإيمان بأن الخير قادم

أنا أقف, على السور لا فأس في يدي ولاحيلة لجلب الماء

أردد كل صباح "ستكون الأمور بخير"

وأنتظر

وأنا أكره الإنتظار, أمله , لسنا على وفاق

فلا يبقى لي سوى أن أدور حول نفسي دورتين, علني ألمح بريق مصباح علاء الدين

أو تعجب الحياة
برقصتي فتكف عن معاندتي
...

Sunday, January 24, 2010

براءة


بنفس سذاجتي, وبين الأشواك التي تحوط أفكاري, أستجدي أحلاما قادرة على مد جسوري إليها, لألتقطها من النيران التي تآكل قلبها الصغير. أحاول فرض حمايتي عليها وأنا أرى صدأ العالم يقترب من روحها الفتية, لكن صوت العقل يحذرني أن لا شيء يتم إصلاحه بهذه الطريقة

تراودني أناي الشريرة عن هدم المعبد, فتأتيني صورة دماءها تسقي بوار الأرض الخربة, فأسكت هسيس الشر, وأوقد شمعة, تمد روحها بالقوة اللازمة للخروج من هذا المطهر بلا خسائر تحول دون أن تظل بذلك الإيباء.

"أعلم أنك لا تدرين عن وجودي هنا, على بعد عجز, أراقب بصمت". "وربما لن تمري من هنا يوما".

لهذا, أخشى أن يكون هذا بيانا علنيا لإبراء ذمتي أمام ضميري, فأنام الليل قريرة العين, وأخشى أن تكون كلماتي مجرد حطب في النار المشتعلة,, وأخشى أن يكون هذا عقابي الذي مازلت اسأل عنه, كما "أخشى بنفس القدر أن تحين لحظة احتياجك الحقيقي لي, فلا أملك لك سوى بعض صبر تعلمته على يد الأيام!".

Tuesday, January 12, 2010

اللون في الكلمات


أشعر مؤخرا أن الأمر لا يستحق كل ذلك,,, وأن الكلمات, أية كلمات, سوف تنساب على السطح الذي أصبح لزجا من كثرتها وستسقط في الفراغ, دون أن يعلق فيه منها شيء.


أشعر بثقل الحروف التي تخرج مني, أسأل نفسي مرتين, لماذا أتكلم, فلا أجد صدى لكلماتي التي تذوب في فضاء الزحام.


أحاول استعادة النداء الملهوف لصلاح جاهين:

اتكلموا

اتكلموا

اتكلموا


فابتسم, لصدق إيمانه بالكلمة, وارتكن لتحذير صلاح عبد الصبور:

لا! لا تنطق الكلمة

دعها بجوف الصدر منبهمة

دعها مغمغمة على الحلق

دعها ممزقة على الشدق

دعها مقطعة الأوصال مرمية

لا تجمع الكلمة

دعها رمادية

فاللون في الكلمات ضيعنا

دعها غمامية

فالخصب شردنا وجوعنا

دعها سيدميه

فالشكل في الكلمات توهنا

دعها ترابية

لا تلق نبض الروح في كلمة


أحاول مجاراته لكنني أفشل, تتراكم الكلمات بداخلي, تقف على لساني على أهبة الاستعداد للانطلاق كما الطفل المحبوس عندما يؤذن له بالخروج, فربما يحدث بعض فوضى وهو يمارس حريته, تجبره على العودة إلى القيود مغبونا..


فلا أجد طريقا سوى أن أفتح المساحة البيضاء لأنقر على اللوحة المستسلمة لأصابعي بعض هواجسي وأسلمها لمتاهات الشبكة, علها تفتح لروحي المثقلة بالكلمات بابا تتسرب منه, فأصبح أكثر خفة.


Monday, January 11, 2010

مكتوب على الحافة..


يجبرك وليد خطاب عبر التصدير الذي وضعه قبل أن تطأ مساحته القصصية على أن تتلبس حالة المجموعة التي يفردها على امتداد الصفحات, على الرغم من أنها تبدو من الوهلة الأولى مقسمة إلى قسمين متباينين حد التناقض

الحالة المتمثلة في,,

مكتوب على الحافة
أن الظلمة أصل ساكن
أن العدل طريد أبدي
أن الأمن جبان يهوى من أول بادرة للبطش
أن الخوف سراب ممتد يتحدى بوجوده أي سكينة محتواة في القلب.

فيقدم بطله الذي يتراوح في العمر بين الطفل الصغير والشاب والرجل والعجوز المعمر, كفرد يحمل الحنين بين جنباته لماض لم يعد له وجود, مغلفا روحه بقشرة تسمح للقليل من أثر الحياة أن يتسرب إليه.. حاميا نفسه من وطأة الزمن أو هكذا يعتقد..

فهو يحكي في "همس الريح" عن الموقف ذاته لأولاده وأحفاده متجاهلا هوة الزمن الفارق بين لحظته واللحظة التي يتذكرها, ينكمش في "شيخ الجميزة" في ظل الشجرة الملعونة ليفسح مجالا لكائنات أخرى في حياته ليتواصل معها في استقطاع محاولا الرجوع لنفس نقطة البداية في خلايا رمادية ولا يمل من محاولة التمرد على ماهو كائن في "قراءة" واستكشاف طرق جديدة للتعامل مع ماهو موجود في "بالطو زيتي".

بمجرد انتهاء النصف الأول ودخولك في برد القسم الثاني الذي قد يبدو نافرا في نهاية الكتاب من دفء البدايات تجد نفسك مغروسا في الحنين مع جملة البداية في "أصفر بارد" "حين تداعب ذاكرتك لذة الوحشة لا تتماد, تعلم أن الوحدة تأتي من بعد.

ربما جاءت هنا ملامح الوحدة والوحشة والفردانية والقسوة واضحة وصريحة ومباشرة وليست متخفية خلف ستار الحنين كما النصف الأول هنا الأفكار تبدو متجردة كاشفة عن معانيها بلا رتوش, تستخدم تقنيات كتابة متنوعة لتدور في فلك الفكرة التي تجعل البطل يقف وحده متفردا عن كل ما حوله.

تحتفي قصص المجموعة بالبطل الفرد فتظهر في كل قصة شخصية واحدة رئيسية فيما يتم تهميش البقية أو يبدو وجودهم داعم لوحدته/وحشته/ قلقه.. فيظهر وسط الدائرة المضيئة وحده.

رغم وجود شخصيات نسائية في المجموعة إلا إنها لا تحضر بكاملها ولكن بمقدار كونها عاملا آخر يدعم شخصية البطل المنفصلة عن المجتمع والمحتمية في شرنقة اختلافها.

لكن الأمر يختلف قليلا في قصتين ,, هما "ثلاثية" و"مكتوب على الحافة"

حيث تحضر الأنثى بقوة, الأنثى هنا ليست مجرد جسد أو حب أو علاقة ولكنها صورة متكاملة تحمل بريقها الخاص, تقوم بدور الفاعل المحرك للأحداث.

إذ تظهر شخصية الفتاة في "ثلاثية" تحمل تناقضا قد يبدو فجا لكنه مناسب لملامح البيئة التي تتحرك فيها اكتسبتها من بيئتها, هي واثقة بنفسها لكنها سريعة الانفعال, ترى الحياة بلا رتوش وتراهن على أن تعيشها واضحة تبدو هي الصورة الأصل صاحبة الملامح الواضحة في المراية التي خلقتها القصة ليبدو الشاب مجرد انعكاس ضوئي لها.

كما ظهرت شخصية الملكة في "مكتوب على الحافة" كعقل مدبر محرك للأحداث ومسيطر على روح القصة وشخصيتها تثير دراما القصة.

Saturday, January 9, 2010

الأحلام


الأحلام

هنيييييييييييك على رأي الست نانسي عجرم (الست هنا تقديرا وليس سخرية), بتضوي في عيونا المتعلقة بيها من أول السكة اللي بنبتديها بفكرة صغيرة بتنبت جوا قلوبنا, تتراعى بإيمان يتعتق جوانا إننا هنوصل.


الأحلام


بكل اللي بترشه في حياتنا من براءة ونجاح ونشوة انتصار وحب حقيقي وتضامن وصداقة,,,,,, جايز كلها أو جزء منها ما تكونش حقيقة لكنها بتخلينا نصحى الصبح واحنا مستعدين نواجه كل مقالب الحياة وسخافتها, نحول الإحباط اللي بيتراكم جوانا على مدار اليوم لسلم يرفعنا درجة عشان نلاحق الضي اللي في اخر السكة.


الأحلام


الحقيقي منها, الأصيل, النابع من دواخلنا والمستند على إمكانيتنا ومقدار معرفتنا بيها, اللي واخد من روحنا وطاقتنا واللي بيسهرنا الليل مشغولين نفكر إزاي بكرة هضيف طوبة جديدة في البناء اللي بنحاول نطاول بيه السحاب


الأحلام


اللي بتخلينا نعرف السكة الصح, رغم كل صعوباتها ونمشي فيها مسترشدين بالضي الجاي من بعيد, يوشوشلنا كل ما خطوتنا تأن بإنه خلاص قرب, والحلم على وشك إنه يكون حقيقة


الأحلام


اللي بتقربنا من بعض, نتكاتف, نلاقي نفسنا وسط دايرة, نشبك ايدينا عشان نتقوى ,, ونتحرك بقوة تجبر الحياة على تغيير قوانينها والإستجابة للرغبة الصلبة المتعشقة بقلوب مصدقة حلم واحد.


الأحلام


اللي بتخلينا نعيش على رأي منير, نعيش الحياة بمعناها الحقيقي اللي بيخلينا نشتغل ونتعب وجايز نخسر, عشان نكسب (على رأي حماتي).


الأحلام


اللي بتحارب الخوف, وتحجم ضله جوانا, فنفرد طولنا ونمد خطاوينا ونتلذذ بابتسامة رضا عن نفسنا وعن الحياة وعن الأحلام لما تبدأ الضي يزغلل عيننا كل ما نقرب منه شوية


الأحلام


اللي بترجع الثقة لينا في نفسنا وفي حياتنا وبتخلينا نبقى سايبين الحياة واحنا حابينها, حتى لو بقت أحلامنا متعلقة هناك ,, هيجي يوم تتقطف ويشوف اللي اخدها أسمائنا محفورة جواها لأننا حولنا بكل إخلاص نوصلها


Sunday, January 3, 2010

قمر على سمرقند



هناك نوع من الرويات تخطف روحك إلى عالمها, فتصبح أحد شخصياتها, تتحرك بينهم دون أن تثير كثير من الجلبة, حريصا على ألا تحدث تأثيرا غير مرئي على الأحداث, حتى تنتهي منها تشعر بتعب السفر, تتملكك تلك الحالة التي ترغب فيها في المشي مسافات طويلة دون أن تتحدث لأحد, تظل تفكر فيما حدث وكيف حدث, وترغب في أن تتملكك جرأة أن تغير بعض التفاصيل لتناسب رغباتك, أو قد تهز رأسك بأسى وتتابع سيرك في صمت..

بالأمس انتهيت من رواية المنسي قنديل "قمر على سمرقند" عرفت من صفحاتها الأولى أنها من هذه النوعية من الروايات التي تكسر حاجز الإيهام وتغرقني معها في عالمها, وكان عالم ما بين النهرين والذي تجولت عبر عصوره منذ تيمورلنك وحتى الاستقلال عن الإتحاد السوفيتي.

السرد في الرواية بسيط واللغة جميلة وخفيفة, والوصف دقيق ولا يدفع إلى الملل, تتنقل بين السطور وكأنك تشاهد فيلما تسجيليا مع تعليق صوتي مناسب لنقل الإحساس أكثر من الشكل, لتدور الأحداث التي تبدو مسلسلة كما الرحلة التي تبدأ من طشقند وتسير نحو بخارى وتنتهي في سمرقند,, مع شخصيات ثرية بجوانبها الإنسانية التي تبدو قريبة جدا رغم بعد المسافات, إذ يبدو أن الحالة الأوزبكية هي نسخة أخرى من الحالة التي مرت بها جميع الدول الإسلامية, فيما يقدم المنسي رؤيته دون كثير من المواربة ودون كثير من التقريرية, تأتي المعلومات التاريخية التوثيقية جزء لا ينفصل عن السرد الحكائي فتتحول لحالة تشويقية.

تبدو شخصية نور الله شديدة الغموض مع بداية الرواية وتبدأ تفاصيلها في التجلي حتى تنكشف تماما, رغم تناقضها إلا أنها شديدة الإنسانية لها بعدها التاريخي والمكاني وتتصرف بطريقة مبررة بالنظر إليها كإنسان قد يكون في لحظة ما هو أنا..

فيما تظهر الشخصيات النسائية شديدة الإختلاف والثراء, سواء الغجرية التي قابلها الراوي في البداية أو الفتاة الأوزبكية "طيف" التي ظهرت في النهاية لتترك عبيرها في الجزء الأخير من الرواية.

تكفل الكاتب بتعميق الشخصيات النسائية بإضفاء بعد تاريخي من خلال ربط كلا من الشخصيتين باخرى تشبه له تقابلها في بعد زمني آخر, مثل أسطورة الغجرية أو أسطورة بيبي خاتون زوجة تيمور لنك, بقدرة عالية على تضفير الماضي بالحاضر وتشبيك الملامح لتبدو مثلا طيف وكأنها بيبي خاتون العصر!

عرفت أن النسخة التي قرأتها مجتزأ منها الكثير بسبب رقابة دار الهلال الحكومية, أتوقع أن جزء كبير من ملامح الفتاتين المصريتين اللتين تكفلتا بتغيير ملامح حياة الراوي جار عليهما مقص الرقيب, وأظن أنهما تستحقان البحث عن تفاصيلها. (نسخة ميريت كاملة)

لا يمكن المرور على الرواية دون الوقوف طويلا عند لطف الله ذلك الذي ظهر ابيضا بالقدر الذي نبدو أمامه جميعا ملطخين بالطين, الرجل الذي عرف الحق ولزمه,, ليذكرنا بمدى تقصيرنا.
الرواية في مجملها حالة متكاملة من بناء سردي محكم, ولغة وصفية متميزة, وجولة سياحية مع تعليق اجتماعي تاريخي فني على الحياة في بلاد ما بين النهرين, عندما طالعت صور سمرقند شعرت كأني رأيتها من قبل بين سطور المنسي قنديل, الرواية أمدتني بمتعة حقيقية.