Tuesday, August 16, 2011

في الفخ

التخفي لن يمنع عني الأذى، والخوف لن أهزمه سوى بالوصول معه إلى منتهاه، أن أصل به لدرجة سخونة تذيب القضبان الحديدية التي تحاصر تفكيري، وتمنعني من أن أتحرك ولو حتى إلى الوراء!

هذا ما تقوله مستشارتي النفسية، تحثني على تجاوز حالة التجمد التي أصابتني بجمل من قبيل: "أحبي نفسك"، "افعلي ما تريدينه أنت وليس ما يريده غيرك"، "خافي لأقصى درجة حتى تنسي أنك خائفة". ابتسم دائما عندما أقرأ جملها، ويخطر ببالي أني لست مؤمنة بالقدر الكافي بالألعاب النفسية، أو أسس التنمية البشرية التي تدور حول أفكار إيجابية عن نفسك، أنا بطبعي لا أميل إلى تصديق الكلام، أفضل الأفعال دائما، وهنا أنا محبوسة بداخل قفص حديدي لا أقوى على الفعل، وأذكر نفسي أن الكلمات لن تكون هي الحل!

ما يثير غيظي - وغيظي سهل الاستثارة- أن الخوف لم يكن يوما حليفي، كانت عداوتنا صريحة وظاهرة للعيان، خلال سنوات عمري الماضية، كنت أبقيه محصارا في مساحة ضيقة، مقيمة حوله أسلاك شائكة كي يعرف حدوده ولا يتجاوزها، وفي اللحظة التي توقفت فيها لتقييم الحياة من حولي واعادة النظر فيما كان ما يكون وما سيكون، انتبهت لأجدنا تبادلنا الأدوار صار هو طليقا يمرح في حياتي كيف يشاء ويحكم السيطرة علي.