Saturday, October 17, 2009

وأكون النجمة بك


سأسمح لنفسي أن أمتلك تلك العبارة, بل سمحت لنفسي منذ ذلك الصباح الذي برقت لي فيه جمله التي كانت لا تزال تحمل دفء الكتابة, أن أعتبرها ملكا خاصا, أن أسحبها علي وأتمادى في جرأتي لأجعله كتبها لي خصيصا,, فأظل أرددها بيني وبين نفسي, محاولة سرد ما تخفيه تلك الكلمات الثلاثة من شعور تشكل داخلي على مدار الأيام التي أهدتني رجلا قادرا على أن يرفعني إلى سماء النجوم ,, ويضيف (أل) التعريف فأصبح الوحيدة القادرة على إرسال ضوءها للأرضيين.

لكن لاستعيد الدفة مرة أخرى قبل أن يحملني حنيني لرجلي إلى بحور العشق, فصاحب العبارة عرفني على بحور لم تكن لتلمحها عينياي بدونه, ربما جمعنا مرفأ الكتابة, لكن ما جعلنا نبحر سويا كان بالضرورة أمرا متعلقا بتركيبته الفريدة.


عن محمد العدوي صاحب رواية "إشراق" أتحدث ,,,,
هو المنصوري شديد الوله بمدينته النائمة على كتف النيل, الذي يشاركني ذاكرة الطفولة التي اقتسمناها سويا في صحراء الجزيرة العربية, ويعزف على آلته الصغيرة ألحانا علمته كيف يتعرف على الجمال حين يراه.

يكتب لأن الكتابة هي الأداة التي تخط الجمال ليسهل تناقله, والذي يهمه طول الوقت الكشف عنه حتى في تفصيلات الحياة البسيطة, ولهذا فهو يعقد جمله وكأنه ينسجها فتبدو مبهرة في وسط العمل كله وشديدة الإتقان عند اقتطاعها كجزء بسيط.

يتعامل مع النصوص "قراءة / كتابة" بحالة من الاشتباك اللطيف, فيتسرب إليك عبر حديثه مقتطفات منها,, يحرضك بعفوية على مشاركته فيما يفعل.

كنت قرأت "إشراق" فصولا, ومقتطفات, ثم مسودة, وأخيرا بين ورقتين من الكوشيه اللامع.. وفي كل مرة ترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة ,, فتكشف عن أسرارها المخبأة

في المرة الأخيرة قرأتها على وجه الصباح الذي نسي منذ مدة كيف يبتسم لوجهي, ففكرت فيها وكأنها تصلح لمداواة الأرواح نوعا من أنواع الكتب العلاجية وفق تصنيف أحلام مستغانمي
شعرت بها تمد جملها لتربت على كتفي, وتنسدل كلماتها في رفق على جراحي فتطيبها, وتهدهدني فصولها,, فأشعر بالوجع وكأنه يتآكل مفسحا للراحة مساحة في صدري.

..
دعوة

حفل توقيع رواية "إشراق"

غدا الأحد 18 – 10

الساعة السادسة والنصف – في مكتبة البلد شارع محمد محمود أعلى سلنترو أمام الجامعة الأمريكية بوسط البلد.


2 comments:

نهر الحب said...

هدي
بتوصفي الأشياء بطريقة رائعة تجعلها اكثر جمالاً مما هي عليه

أعجبني
أيضاً وصفك لدرويش

مبروك للعدوي
بالتأكيد يستحق الإشادة

ويارب ديماً نسمع اخبار حلوة عنكم

مروة said...

الرقيقة هدى: مش أول مرة أزور مدونتك، بس المرة دي حسيت إني لازم أقولك "الله". بجد رواية مختلفة وتستحق ما وصفتها به، بالفعل مهما بحثت لن أجد أجمل من عبارتك "هي رواية تصلح لمداواة الأرواح". سلمت وسلم قلمك، وبالتأكيد سلمت يمين العدوي الذي أخرج هذه الأحاسيس الجميلة.