Wednesday, December 30, 2009

مساءات شتوية


لن أنسى هذه الأيام, التي أخرج فيها متأخرة من العمل, في هذه الصحراء التي تصلب فيها الأبنية الأسمنتية غير مبالية بتغير الجو من الصيف الحارق للشتاء الذي يحمل لسعة خاصة هنا,,,,

أركض نحو الميكروباص مملوءة بأمنيتين بسيطتين إما أن يتكرم السائق بترك النور مضاء لأتمكن من إكمال الرواية التي تأخذ أنفاسي معها من فرط إعجابي بها أو أن يملك ذوقا موسيقيا مناسب لحالة التماهي مع ذاتي التي أعيشها هذا الشتاء!

نعم الشتاء, لم أتخيل يوما أن أشعر بهذه الحالة في جو الشتاء, دوما كنت أصدق أن الشتاء لأجل العمل والنوم والصيف لأجل أن نعيش الحياة.. لم يتغير شيء في النظرية, ربما تطبيقها بحذافيرها هو سر انتشائي, فأنا في الحقيقة أذهب للعمل وأعود للبيت لأنام, محملة في الرحلة الطويلة من العمل للبيت بحالة هدوء تجعلني استمتع حتى بالوقت الذي لا يجود فيه عليا الزمان بإحدى الأمنيتين في رحلة عودتي المسائية, أظل أرقب الشارع مفسحة مجالا للهواء البارد كي يصطدم بوجهي من فتحة صغيرة في الزجاج, وأدور حول أفكاري التي تأتيني كما موج البحر متهادية, تعيدني لسؤالي الدائم: لماذا لا توجد موسيقى تصويرية في الكون, تظهر في هذه الأوقات التي نحتاجها كخلفية تزيد من استمتاعنا باللحظة؟

قد لا توجد إجابة منطقية على سؤالي وقد يتبرع أحدهم بترشيح التكنولوجيا الحديثة التي تسكب الموسيقى سكبا على أذنيك,, أعرف هذه الطرق, ولا أنكر أهميتها, فقط أفكر في جمالية هبوط الموسيقى فجأة على الروح من اللامكان,, أثناء مرور السيارة المسرعة في الطريق ذي الإضاءة المتقطعة مع اصطدام الهواء البارد بوجنتيك.... أكاد أكتب شعر,, بل أكاد أحب الشتاء,,

12 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم

أعجبني قلمك

لا تظني أن مروري عابر بل بصدق أعجبني قلمك
دمتِ بود

إيناس حليم said...

لماذا لا توجد موسيقى تصويرية في الكون, تظهر في هذه الأوقات التي نحتاجها كخلفية تزيد من استمتاعنا باللحظة؟

سؤال حسيته كتير وحاولت أصيغه كتير لكن مكنتش بعرف :)
بحب مدونتك وبزورها كتير حتى لو ملقتش تعليق اكتبه

دمتِ بنكهتك الخاصة

نهر الحب said...

اشعر دائما بين كلماتك اني اشبهك
وذلك يسعدني

احب الشتاء بكل تفاصيله
واحب تلك اللحظات مع نفسي في رحلة الذاهب والعودة بالمواصلات

سنة سعيدة

Unknown said...

موسيقى تصويرية ...
:)
سؤال جميل
تعرفي يا هدى
ان الشتاء رومانسي جدا عن الصيف؟؟
الشتاء كل الناس فيه بتحاول التماس الدفء و الراحة
المشروبات الساخنة مع اللي بنحبهم ..
حتى لو قعدنا في كافيه مع صحابنا القريبين وقت المطر و صعوبة الرؤية لقيادة السيارة
....
الشتاء جميل جدا
الصيف رطوبة و ملزق
و مفيش مانع اننا نعيش الفصول كلها
نعيش الحياة في كل فصل عشان نحس بطعمها
:)
كل سنة و انتي طيبة

Unknown said...

أيوة .. هيا دي ... الموسيقى التصويرية في الخلفية

بس عارفة ؟ ساعات الكون بيبقى بالكرم دة فعلا و بتبقى في بنوتة صغننة صوتها حلو بتكلم باباها و لا شوية عصافير كتيرةبترغي و لا كلمة حلوة بصوت حد بتحبيه تمر على روحك مرور هادي ... موسيقى تصويرية هايلة :)

ممكن تبان أكتر و انتى بتتمشي عما تكوني راكبة ...

بس انا مبسوطة انك مبسوطة و انك في الحالة التأملاتية اللى انا بحبها أوي دي

و ان احنا طول الوقت بنحاول نركز نحب الدنيا .. نحب الدنيا .. نعيش الدنيا

بس ساعات بحسها هيا اللي بتحبنا ،، و لو بطريقتها
..

كتر خيرك على الإحساس الحلو اللي انا مروحة بيه من هنا

خديلك وردة صفرا شتوية بقى (f)

هدى said...

أحمد شريف

متشكرة ليك

وأهلا بيك دايما


...

إيناس حليم

أنا بقالي فترة بسأل نفسي نفس السؤال كل ما ابقى حاسة بنشوة وأنا في الشارع

حلو انك تشاركيني نفس الهاجس

وحلو مرورك ولو من غير أثر

تسلميلي

...

هدى said...

سهاد

وانا كمان بتبسط قوي لما احس اني لمستك بكتابتي

و هتشجعيني أقول اني بحب المواصلات, رغم ان اللي بيسمعني أقول كدا ما يسمعنيش وانا بلعن أبو اللي بيكبوها لما تبقى زحمة

بس كتير بمتن لوجود ميكروباصات وموقف عبد المنعم رياض ,, وميدان الجيزة بكل عشوائيته,و أوقات ما تكون الحالة تمام وشايفة الدنيا وردي ومتعاطفة مع سواق الميكروباص والراكبين والشارع

شتاك دفا على قد ما تحبي

وكل سنةوانتي طيبة وبخير وبسعادة

هدى said...

شيماء

هو الصيف رومانسي اكتر من الشتا

قعدة البلكونة في العصرية لما النسيم يبدأ يهل وشوية وتلاقي الغروب تتأمليه وما تحسيش بالوقت وهو بيمر

..

أو السهر بالليل على صوت فيروز أو منير والنسمة الباردة تخليكي تدخلي من البلكونة تجيبي حاجة بكم عشان جسمك بدأ يرعش من لسعة البرد والقمر طالل بكسوف من ورا العمارة اللي فجاة لقتيها خرجت من بطن الأرض ,,,

..

ولا لما تتمشي ع النيل الصبح قبل ما الشمس تستقوى على البشر .. وتحسي ان في الحياة دي مسببات للبهجة

..

ولا البحر في اليومين اللي بيتخطفوا من العمر وجنون الموج الصبح ,, وسحر غموضه في الليل

والصفا اللي بتحسي بيه والشمس مروحة وترجع تنغشك تاني نهار وكأنها ما صالحتكيش بالليل

..

هي كل دي مش رومانسية؟؟؟؟

..

ع العموم أنا معاكي في ان لكل فصل جماله

مساك جميل يا ست البنات

هدى said...

ريهام

مش هتبطلي تدهشيني

بقى صوت بنت بتتكلم مع باباها موسيقى تصويرية ... طيب ياست الرومانسية

أنا موافقة

..

حالة الهدوء والتأمل دي عبقرية فعلا

مع انها مخلية كل الدنيا تسالني مالك وما بعرفش ارد أقول اني في حالة تأمل ذاتي جواني ,,, بقول اني كويسة ,, وبهز راسي بابتسامة متخيلة انها ما بتحملش الاقناع الكافي للي قدامي

ومع ذلك

مبسوطة بيها وعايشاها قوي,, تعالي جنبي

..

مساك تيوليب

إبـراهيم ... said...

أحببت الشتاء مبكرًا
ربما أقول أنني أعيش تلك المساءات دائمًا ـ ربما لا تربط بالشتاء ـ كلمـا ذهبت إلى هناك ....كما تصفين تمامًا

ولا يؤنس وحدتي إلا رواية بين يديً أو "سماعات موبايل...من الطراز الحديث"ا


أما موسيقى الكون التصويرية فقد كتبت عنها من قبل :)


(بقيت بذاكر مؤخرًا) ا


دمتِ بـود

hanan khorshid said...

الشتاء لا يملك احد حياله
سوى ان يحبه ويختبىء خلف جدرانه

فوزى البحيرى said...

رائعة ياهدى ... أسلوبك رائع وحروفك نسيم فى ليلة صيف حلوة .. أرجو أن تمتعينا أكثر وأكثر
فوزى البحيرى
مدونة أفكار مسموعة