Saturday, December 17, 2011

أفكار في نهار الـ 17 من ديسمبر

لم تعد المسألة ثوري أو غير ثوري، لم تعد مسألة مع او ضد ولم أراها في يوم من الأيام انها حرب بين فريقين مصدقين ومكذبين، لكنها تحولت إلى اختبار حقيقي للإنسانية وللإيمان بالله وبصدق رسالاته السماوية . كنت استغرب كيف لم تقم سوريا على قلب رجل واحد يتوجهون برجالاهم ونسائهم وأطفالهم إلى حيث يجلس ذلك السفاح ويقيموا عليه الحكم، اليوم ماعدت استغرب!
فالمشهد قريب الشبه جدا بمشاهد سوريا، وتجد تعليقات من قبيل "وايه الي وداهم هناك"، و"كان ايه لازمته الاعتصام"، و"دول مش ثوار ولا شكلهم شكل ثوار"، فأدركت أن العقل لديه حيله لكي يجعل الإنسان يمنطق المشهد الذي يراه بطريقة تجعل ضميره مرتاحا، غير متحملا لمسئولية الدم السائل.

عقب احداث ماسبيرو دخلت في مناقشة طويلة مع ابن عمي الذي كان يرى وقتها ان من ذهب إلى ماسبيرو يستحق ما لاقاه، انهرت و أعربت عن خوفي قلت له بصوت مختنق بالدموع "أخشى إذا ما مت في الشارع أن تتركوا حقي مكتفين بالتساؤل الرافع للمسئولية وهي ايه اللي كان وداها هناك بس!" ذهل من الفكرة ولكنه عالجها سريعا وانتي ايه اللي هيوديكي هناك فعلا طمأن نفسه بأن الفكرة مستبعدة، وأنا صمت والفكرة تدور في عقلي، عن الدماء التي تهون!

وكأن العشرة شهور الماضية كانت كل مهمتها تثبيت نظرية الطرف التالت في الأذهان لتصبح مخرجا للجميع بداية من الجالسين في بيوتهم امام شاشات التوك شو التي تبدو أنها مع الثورة لكنها ذراع الثورة المضادة الطويل، نهاية بالإخوان الذين اكتفوا بتوصيف كل ما دون الانتخابات بأنه فتنة.

أشعر بالقهر، ليس لأجل الثورة ولكن من أجل الإنسان الذي هان وهانت دماؤه، الإنسان الذي صورته وسيرته تؤكد أنه إن لم يكن أفضل من أفضل واحد فينا فهو بالتأكيد ليس أدني من أقل واحد فينا.. عندما يموت شيخ الأزهر والطبيب والمهندس ونتصيد صور التلفزيون المصري لنقول بكل راحة ضمير "دول هما الثوار بقى" نكون قد فقدنا إنسانيتنا من أجل حياة أقل تكلفة وأكثر ربحا!


1 comment:

Rana said...

"أخشى إذا ما مت في الشارع أن تتركوا حقي مكتفين بالتساؤل الرافع للمسئولية وهي ايه اللي كان وداها هناك بس!"

أنا مقهورة :(