Monday, June 27, 2011

ألعاب

 تبدو جملة عبد الباسط حمودة التقريرية التي يستهلها بالتأكيد على ذاته "أنا أنا أنا أنا أنا" حقيقية جدا هذه اللحظة، فأنا أقاسمه -وأعلم أني لست وحدي في ذك- صدمته الطفولية في صورته التي لم يتعرف إليها في المرآة

في الصباح ابتسم عندما ألمح إنعكاس صورتي، للخاطر الذي لا ينسى يوما المرور بعقلي في نفس اللحظة، 

من هذه؟

يتراوح السؤال بين الاستنكار والدهشة والاستحقار وأحيانا قليلة برغبة في التعرف!

لا أفضل الوقوف أمام المرآة في الغالب، أستهلك وقتا كبيرا في النظر إلى تفاصيل الصورة وأنا أستعد للنزول، لكنها نظرة لتفحص الناوقص في الشكل الذي أصر دوما على أن يعكس مزاجي، أحرص على أن أبدو كا أريد أن يراني الناس، أن أحافظ على خصوصيتي بتصدير ما أراه وقتها مناسب، الحقيقة في كل مرة اعيد اكتشاف ان حيلتي لا تفلح لكنها أصبحت عادة، لا يمكن التخلص منها.

الآن أشعر أن كل ما هو بالداخل وبالخارج ما أراه وما يراه الناس ما أشعر به وما يشعر به الآخرين مني وعني، جميعه بكل تفاصيله وتناقضاته بقربه وبعده بسيئه وحسنه جميعه جميعه، ليس أنا بأي صورة.

أشعر أني لست أنا، تبدو الجملة بعد كتابتها شاعرية أو ربما مجازية، لكني أشعر بها حقيقة أمامي، أشعر وكأني أتجول في شوارع وسط البلد، حيث الفتارين هي مشاهد من حياتي منذ وعيي بذاتي وحتى اليوم، كلما لمحت فاترينة بألوان تفتح باب الذاكرة على مصرعيه، أجري لأقف وأخبر نفسي أني هذه الفتاة، لكن الوقت مروره الواثق وإصراره المستمر على مضايقتي، يفتح الباب لذلك الإحساس الذي يقلب الألفة إلى وحشة فتبدو الفتاة غريبة عني تمام!

تجذبني المرآة الواثقة هناك من وقفتها، أؤكد لنفسي أني هنا بالتأكيد، لكن الكثير الكثير من الحقائق التي تنشق عنها الأرض تخبرني أني أبعد ما يكون عنها.

أحيانا أشعر أن الأمر تحول للعبة مسلية، ربما تكون قاعدتها الحذف، كل ما ليس مني فهو محذوف ومنفي بالضرروة، كلما زادت القائمة تنتابني رجفة من فكرة ألا أكون أصلا!

أذكر نفسي بضرورة ألا أحولها إلى لعبة "استغماية"، تلك اللعبة التي اتقنها حتى تحولت إلى طبيعة، أتقن الإتفاء قبل العدة الثالثة، لدرجة أني أنسى أني مختباة، أتذكر ذلك لحظة اكتشاف مخبأي، لأندمج قليلا في الحياة ثم أسرع للاختباء مع أول محاولة للعد.

1 comment:

Lobna Ahmed Nour said...

ليست لعبة مسلية.. هي أقرب إلى لعبة إلزامية


كثيرًا ما تروقني كلماتك وأتمنى أن تشاركينا بها في كتاب المئة تدوينة
ابتداء من الجمعة القادمة ولمدة أسبوع يجري استقبال الترشيحات على صفحة الكتاب على بلوجر
http://100posts-ebook.blogspot.com/

كما يمكنك أن تتابعي صفحته على فيس بوك
http://www.facebook.com/100posts
______________

أتمنى بجد إنك تشرفينا بمشاركتك يا هدى :)