Tuesday, June 7, 2011

سكر بنات

كلما شاهدت فيلم سكر بنات، كلما راودتني نفس الامنية، لو أنها تركت موسيقى خالد مزنر تحملنا مع صورتها المميزة دون الحوار  والتمثيل المتواضع من الممثلين وعلى رأسهم مخرجة الفيلم التي قامت بدور البطولة فيه.

نادين لبكي مخرجة مميزة، تعرف كيف تعكس الواقع بإشراقة تنتمي لعالم الأحلام، فيبدو جالبا للسعادة رغم قسوة الرسائل التي ينقلها إلينا، تملك حسا مرهفا للتفاصيل التي تحرص على إبرازها في كاردها المنسق بعناية شدية فيظهر جميلا ومحملا بالمعاني. لهذا أعتقد أنها أحدثت فرقا ملموسا في مجال الأغاني المصورة "الفديو كليب" مع مجموعة الأغنيات التي أخرجتها لنانسي عجرم، حيث تقارب فيها بين فيلم روائي قصير على خلفية غنائية، أغنت حينها خفة حضور نانسي عن ثقل أدائها التمثيلي، عوضا عن أن المرجو من الكليب صورة تناسب الغناء وليس التمثيل.

لكن المشكلة بدت واضحة في فيلم طويل، استثمرت فيه الصورة المختلفة وشخصياتها المنتقاة بعناية من إحدى شوارع بيروت والذي يمكن أن يكون شارعا في اي مدينة عربية أخرى، مشكلة تقديم عمق آخر للصورة بحوار وتمثيل قادر على أن يحكم حبكة الفيلم.

كل مرة أتجنب مشاهدة المشهد الرئيسي في الفيلم، عندما يتخلف عن موعده معها في الفندق سيء السمعة الذي انتظرته فيه احتفالا بعيد ميلاده، المشهد يعد الركيزة الأساسية للفيلم إذ تواجه الشخصيات الأربع في الفيلم خوفها/مشكلتها وتكشفها في محاولة لإنهاءها، فالآداء التمثيلي يقف حاجزا دون تعاطف يقتضيه الحال، يقف دون أن أترك نفسي لأجاورها على السرير سامحة للدموع أن تنسكب وآخذ دوري في الكشف/التطهر. 

ربما لهذا، عندما ألمح الفيلم على قناة تلفزيونية أمر به مرورا يسمح لي بتذكر ما أحب فيه، وأن أترك لخيالي المساحة كي أرمم الفيلم بما يجعله محتفظا في داخلي بانبهاري الأول به.


No comments: