Wednesday, March 3, 2010

امرأة الصحراء


بالمصادفة البحتة

يأتي ظهور المنسي قنديل على قائمة البوكر القصيرة في نفس الوقت الذي اقترب فيه من عالمه

ليبهرني

كنت أعلم أنه لن يحصل عليها, للجوائز منطقها الخاص وحساباتها التي لابد أن ترضي جميع الأطراف

لكن ما أعرفه أنه كاتب يستحق القراءة

ليس فقط لمهارته في الكتابة ولا لجمال لغته وقوتها وقدرتها على التعبير بدقة

ولكن لأنه يحمل نظرة مختلفة للحياة

وأنا أفضل المختلفين

...

أقرأ على مهل شديد كتابه المشوق

"تفاصيل الشجن في وقائع الزمن"

والتي يسرد فيه أحداث تاريخية من وجهة نظره تختلف في كل مرة طريقة صياغته للحكاية

أعجبتني جدا

نساء الصحراء

التي يؤرخ فيها للعاشقات ويرسم فيها ملامح المرأة العربية بملامح مختلفة تماما عن الصورة المكررة

ملامح تشبهني , تليق بي , وتدعمني

فأنا أنكر التاريخ الملصق بالمرأة والذي يحاول تصويرها أسيرة يحاول الجميع اليوم فك أسرها

أعتقد أن معظم المتحدثين عن المرأة ومنهم نساء, لا يريدون الاقتناع بغير ذلك كي تبقى لهم قضية يدورون في فلكها

يلبسون على مسرحها أثواب البطولة

يحكي المنسي قنديل

عن

امرأة صحراوية تعشق وتغني وتغضب وتنثر الحصى على الرمل نجوما ملونة وتخرج معي للغزو يتشاركني سرقة الجياد والإبل تحمل في داخلها صهد الصحراء ورطوبة الواحات وعذوبة الآبار القديمة لا تصغي إلي ولا تكف عن دفعي للحديث ورواية الأشعار واختلاق الخرافات لا ترضى بهدية ليست مسروقة ولا بنجمة مطفأة ولا بقبلة دون رغبة قوية

يحكي عن

زرقاء اليمامة
و
طرفة الخير
و
عبلة
و
لبنى الشامخة
و
ماوية
و
الزباء
ليرى الصحراء الحافلة بالرجال أشد حياة بالنساء رغم الشعر والواد والاغتصاب والاختطاف و كل صنوف الهوان.. كن روح الصحراء الحقيقية وحقيقتها المؤكدة.. ولو أن قبيلة ما لم تفنها الحروب ولم تضيعها ريح السموم.. فذلك لأن امراة عاشقة منحتها الحياة.


2 comments:

نهى جمال said...

ليرى الصحراء الحافلة بالرجال أشد حياة بالنساء

ولو أن قبيلة ما لم تفنها الحروب ولم تضيعها ريح السموم.. فذلك لأن امراة عاشقة منحتها الحياة
.
.
حلو ده بجد

بحب أشوف الكتب بعنيكي على فكرة
جميل يا هدى :)

هدى said...

عنيكي هي اللي حلوة يا ست البنات

ولا ينفي ذلك جمال نظرة المنسي قنديل

نظرته مختلفة وفيها قدرة على الوقوف على المختلف

رأى في الصحراء على عكس كل من حاولوا النظر إليها ومن لم يكلفوا نفسهم هذا الجهد ... المرأة كمحرك لخطى التاريخ على رملها

..

تسلميلي