Monday, January 11, 2010

مكتوب على الحافة..


يجبرك وليد خطاب عبر التصدير الذي وضعه قبل أن تطأ مساحته القصصية على أن تتلبس حالة المجموعة التي يفردها على امتداد الصفحات, على الرغم من أنها تبدو من الوهلة الأولى مقسمة إلى قسمين متباينين حد التناقض

الحالة المتمثلة في,,

مكتوب على الحافة
أن الظلمة أصل ساكن
أن العدل طريد أبدي
أن الأمن جبان يهوى من أول بادرة للبطش
أن الخوف سراب ممتد يتحدى بوجوده أي سكينة محتواة في القلب.

فيقدم بطله الذي يتراوح في العمر بين الطفل الصغير والشاب والرجل والعجوز المعمر, كفرد يحمل الحنين بين جنباته لماض لم يعد له وجود, مغلفا روحه بقشرة تسمح للقليل من أثر الحياة أن يتسرب إليه.. حاميا نفسه من وطأة الزمن أو هكذا يعتقد..

فهو يحكي في "همس الريح" عن الموقف ذاته لأولاده وأحفاده متجاهلا هوة الزمن الفارق بين لحظته واللحظة التي يتذكرها, ينكمش في "شيخ الجميزة" في ظل الشجرة الملعونة ليفسح مجالا لكائنات أخرى في حياته ليتواصل معها في استقطاع محاولا الرجوع لنفس نقطة البداية في خلايا رمادية ولا يمل من محاولة التمرد على ماهو كائن في "قراءة" واستكشاف طرق جديدة للتعامل مع ماهو موجود في "بالطو زيتي".

بمجرد انتهاء النصف الأول ودخولك في برد القسم الثاني الذي قد يبدو نافرا في نهاية الكتاب من دفء البدايات تجد نفسك مغروسا في الحنين مع جملة البداية في "أصفر بارد" "حين تداعب ذاكرتك لذة الوحشة لا تتماد, تعلم أن الوحدة تأتي من بعد.

ربما جاءت هنا ملامح الوحدة والوحشة والفردانية والقسوة واضحة وصريحة ومباشرة وليست متخفية خلف ستار الحنين كما النصف الأول هنا الأفكار تبدو متجردة كاشفة عن معانيها بلا رتوش, تستخدم تقنيات كتابة متنوعة لتدور في فلك الفكرة التي تجعل البطل يقف وحده متفردا عن كل ما حوله.

تحتفي قصص المجموعة بالبطل الفرد فتظهر في كل قصة شخصية واحدة رئيسية فيما يتم تهميش البقية أو يبدو وجودهم داعم لوحدته/وحشته/ قلقه.. فيظهر وسط الدائرة المضيئة وحده.

رغم وجود شخصيات نسائية في المجموعة إلا إنها لا تحضر بكاملها ولكن بمقدار كونها عاملا آخر يدعم شخصية البطل المنفصلة عن المجتمع والمحتمية في شرنقة اختلافها.

لكن الأمر يختلف قليلا في قصتين ,, هما "ثلاثية" و"مكتوب على الحافة"

حيث تحضر الأنثى بقوة, الأنثى هنا ليست مجرد جسد أو حب أو علاقة ولكنها صورة متكاملة تحمل بريقها الخاص, تقوم بدور الفاعل المحرك للأحداث.

إذ تظهر شخصية الفتاة في "ثلاثية" تحمل تناقضا قد يبدو فجا لكنه مناسب لملامح البيئة التي تتحرك فيها اكتسبتها من بيئتها, هي واثقة بنفسها لكنها سريعة الانفعال, ترى الحياة بلا رتوش وتراهن على أن تعيشها واضحة تبدو هي الصورة الأصل صاحبة الملامح الواضحة في المراية التي خلقتها القصة ليبدو الشاب مجرد انعكاس ضوئي لها.

كما ظهرت شخصية الملكة في "مكتوب على الحافة" كعقل مدبر محرك للأحداث ومسيطر على روح القصة وشخصيتها تثير دراما القصة.

1 comment:

مروة said...

كانت الأمسية أكثر من رائعة، موافقة على كتير من كلامك خاصةً "التصدير" بصراحة هو أكتر حاجة فضلت جوايا من أول مرة قريت فيها المجموعة.
صباحكم ياسمين:)