Sunday, October 19, 2008

بين الليل والنهار


الأسئلة تتزاحم في رأسها .. لا مفر من مواجهة الإجابة .. تتخللها فكرة بدت غريبة .. هل يحمل شعاع القمر فوتونات تثير كوامن النفس التي تقمعها أشعة الشمس نهارا .. أعجبتها هذه الطريقة في الهرب من أسئلة تعرف أن إجاباتها ستؤرقها .. حاولت التشبث بحبل الفلسفات الجوفاء .. إلا أن طوفان الأسئلة كان قد أوقف عمل خلايا المخ التي لم تعد تدرك سوى علامات الاستفهام المضيئة في رأسها .. إذن لا يوجد مفر .. هاهي الإجابات تصطف أمامها وكأنها انطلقت من قمقمها المسحور بمجرد سماعها كلمة السر ..

لم يكن هو حبيبها .. كان فقط نصيبها .. الذي جاء في الوقت المناسب .. كل ما يربطها به .. اسم .. وطفل .. وبرودة تحاصرها ليلا بين أحضانه .


اعتادت أن ترى نفسها تسير معه فوق مياه .. يغرق .. تتركه .. تلاحقها صرخاته .. تصحو بابتسامة .. تصطدم بوجهه .

"ماعندناش الكلام دة " .. الصدى الوحيد الذي يصلها من كلمات أمها لطلبها العودة إلى نفسها التي ودعتها بفستانها الأبيض ..

لم تعد عينا الصغير التي طالما وعدتها بالرواء .. قادرة على إنقاذها من الرمال المتحركة ..التي تستمر في جذبها .. لتغرق في دواماتها .. بلا أمل في النجاة ..
و العينان المتحفزتان من خلف الزجاج .. تعد بالجنة المحرمة .. تطرق الأبواب بتمرس .. تكاد تلامس ثغر حصنها المنيع ..

تتوقف أمام مرآتها طويلا .. تفتش عن موانع الحب .. تصطدم كل مرة بذات الحائط المنقوش عليه بألوان المراهقة الأولى أحلاما قضت ليال تنسق فيها ..شوهتها لمسته الخشنة.. صمته المحبط .. نظراته الباهتة .. حركاته المكررة ..أنفاسه الملولة ..دقات قلبه ذات الرتم الموحد .. رائحته التي تسطو على كيانها فتعطل حواسها الست ..
لكن.. تفزعها أشباح الوحدة دونه .. لم يجتز حصونها سواه .. ولم تتشكل خريطة الحب لديها إلا على يديه .. تردد صدى الكلمة داخلها .. هل تحبه ؟؟

لم تناقش الفكرة من قبل .. فلم يخطر ببالها لحظة أن الحب يسكن إحدى غرف بيتها .. بل لم تشك لحظة انه زاره ولو حتى لسواها .. أدهشتها الفكرة .. واستغرقتها .. ومن بين ستائر نافذتها كانت الشمس تعاود الظهور للتعامل بدكتاتوريتها المعهودة مع السائرين .

1 comment:

حاجات جوايا said...

تتوقف أمام مرآتها طويلا .. تفتش عن موانع الحب .. تصطدم كل مرة بذات الحائط المنقوش عليه بألوان المراهقة الأولى أحلاما قضت ليال تنسق فيها ..شوهتها لمسته الخشنة.. صمته المحبط .. نظراته الباهتة .. حركاته المكررة ..أنفاسه الملولة ..دقات قلبه ذات الرتم الموحد .. رائحته التي تسطو على كيانها فتعطل حواسها الست ..
لكن.. تفزعها أشباح الوحدة دونه .. لم يجتز حصونها سواه .. ولم تتشكل خريطة الحب لديها إلا على يديه .. تردد صدى الكلمة داخلها .. هل تحبه ؟؟



أجدتى التعبير عزيزتى
رائعة