Thursday, January 26, 2012

26 يناير 2011


في فجر السادس والعشرين من يناير الماضي، كنت أنا وزوجي نقطع شارع الهرم في محاولة لإيقاف تاكسي كي يأخذنا إلى المنزل، كان وليد عائدا من الميدان بعد أن قضى معظم ساعات الليل في أحدى شقق ميدان التحرير التي فتحت ابوابها للثوار الذين احتموا بالعمارة من بطش الأمن المركزي ولم يستطيعوا النزول إلا مع آذان الفجر، كنت أبيت ليلتها مع صديقتي في فيصل، مر علي وتحركنا سويا، مع دخولنا البيت بدأ يحكي عن شعوره الذي لم يتخبره من قبل الغضب والإهانة، صليت الفجر ودعوت أن يمن الله علينا بثورة مكتملة تعيد كرامتنا ونمنا، استيقظنا متأخرين تقريبا بعد آذان الضهر، كانت السويس قد زاد اشتعالها وتجمهر أهلها أمام المشرحة احتجاجا على سقوط أول شهيد في الثورة.
الشباب على الفيس بوك كان يتحدث عن مسيرات تجوب الشوارع، اتصلنا بأصدقاءنا، واتفق وليد معهم على أن يلتقوا في وسط البلد، طلب مني ألا أنزل في ذلك اليوم لأنه لا يأمن العواقب.
كان قد تم حظر الفيس بوك، لكن شباب الثورة كانوا قد جهزوا طريقة اختراق الحظر قبلها بعدة أيام تبادلنا البروكسي الجديد من خلال الإيميلات ودخلنا الفيس بوك، يومها كنت عند أختي ومعنا أمي، سألوا عما يحدث أجبتهم أنها ثورة، لم أخبرهم أني شاركت بالأمس وطبعا لم أخبرهم أن زوجي الآن هناك، حاولت أن أنقل لهم صورة متفائلة، لكن خوفهم من الموت والدماء كان أقوى، حتى أن أختي خشت على طفلها ذي الأربع سنوات، عندما رأتني أسجل له فيديو يردد فيه خلفي "الشعب يريد إسقاط النظام".
وليد كان يتابعني على التلفون، يتصل يخبرني بتحرك المسيرات التي كان يتم تفريقها وتعاود التجمع في شوارع وسط البلد المختلفة، كنت أنقل عنه على صفحتي على الفيس بوك تحت شعار "شاهد عيان"، كنت أشعر ليلتها بغليان البركان وبدأنا تداول صور الدعوات لجمعة الغضب.

1 comment:

AHMED SAMIR said...

ايام مجيدة و رائعة في تاريخ مصر و المصريين
لن ننساها