Wednesday, June 10, 2009

على هامش كائن لا تحتمل خفته ميلان كونديرا 2

أنهيت أخيرا ميلان كدونديرا "كائن لا تحتمل خفته"

هو الذي لا يدري أيهما ايجابي وأيهما سلبي الخفة أم الثقل لكني أعرف جيدا أن الخفة هي تلك الحالة التي تجعلني أتحرك في الحياة بسلاسة حركة فراشة .. رغم أني قد لا اترك أثر ما..

مع روايته التي يصر صديقي أنها ليست أفضل ما لديه لكني أفكر أنها أفضل ما قرأت مؤخرا .. تعجبني طريقته في السرد والتي تقترب من أذنك وتهمس لك ولا يخشى أن يكون مباشرا أكثر من اللازم عندما يشعر فجأة أنك لا تفهم بوضوح الفكرة التي يصورها فيبدأ في شرحها لك خارجا عن سياق السرد .. حتى يعيدك غليه بجملة كان قد كتبها قبل عدة فصول ولا ينسى أن يخبرك بأنه متعمد فعل ذلك "نعم لقد كتبت هذه الجملة في الفصل الأول" ويكمل سرده

تلك الحالة المتأرجحة بين الحكي وبين الفلسفة تجعلني أندهش .. أرفع حاجبي قليلا وترتسم ابتسامة لرجل أتخيله عجوزا يدخن السيجارة في هدوء يتحدث على سجيته .. وأقرأ السطور بتمهل حتى أستوعب تلك الفكرة التي يمهد للدخول إليها.

تماهيت تماما مع شخصية سامنثا _ يقول صديقي ذاته: أن الفصل الثالث من أروع فصول الرواية – وأؤكد على ذلك هو في هذا الفصل يتحدث عن سامنثا وعلاقتها بفرانز بطريقة إتباع اختلاف مفاهيم الكلمات لدى كلا منهما.

تبدو سامنثا شخصية جديرة برواية كاملة تحكي عنها.. فهي ثرية لحد بعيد.. ورغم تعاطفي مع تيريزا وتوماس إلا أني أحببتها اكتر حتى لتمنيت ألا تستمر في ترك رجالها على هذا النحو.. أو ربما تكون تلك الحالة هي ما جعلتني أحبها أكثر!!

لم أنزعج من المقاطع التي تحدث فيها عن الشيوعية وتأثيرها على بوهيميا.. يمكن لحبي لحكاية بوهيميا .. وانبهاري بأحداث ربيع براغ.. ربما يكون في ذلك سبب لاندماجي مع الرواية في الأصل.

يخبرني كونديرا وهو يتحدث بعقلانية شديدة عن اللحظة التي يشعر فيها كلا من توماس وتيريزا بالحب تجاه بعضهما ... أن المشاعر يمكن التعبير عنها ببساطة بعيدا عن الكلمات المغلفة بالكثير من السكر الذي يجزع النفس

هو قادر على أن يخبرني عن عمق حبهما وهو يتحرك بسلاسة داخل كلا منهما.

ربما لهذا بنفس حماسي أبدأ في كتاب الضحك والنسيان

No comments: