لأن الوداع حيلة من لا حيلة له
ولأن العرب أساتذة في رئاء ما فات
ولأن للحزن بهاء يكسب الكتابة جاذبية خاصة
ولأن التدوين هو اقتناص اللحظات التاريخية وطبعها على المساحة الفاصلة بين واقع معاش وعالم متخيل
ولأني أرغب حقا .. في الحكي
اكتب في وداع سنة مضت بالكثير من التفاصيل .. تجاهلت تسجيلها هنا لأني لم اعتد على الحكي المستفيض
تعجبني التلميحات المستترة خلف القليل من المفردات المضللة
وفي احيان كثيرة كنت اكتفي بمجرد صورة تنقل الكثير مني دون أن اتكفل عناء السرد
الكاشف بصورة أو أخرى عن بنت داخلي تتكلم كثيرا .. وتغتاظ بشدة .. وتنزوي بسرعة
وتحلم دائما ..دائما
..
مضى العام الذي حملني لعالم جديد
يختبر قدرتي على التأقلم وإعادة التوازن لحياتي
تاركا بصمته على ملامح البنت التي بدأت في التغير
..
تغيرا يناسب طبيعة الحياة .. تغيرا يبدو من الوهلة الأولى ..مناسب لمزاجي الملازمني على مدار العام
..
ها قد بدأت رغبتي في الحكي تخبو
كنت أود ملأ الصفحة كلمات عن كل الذي يملؤني
لكنه ...خبى
..
فليكن
وداعا عام 2008
وكل عام وهو خير ..على الجميع
أعرف أن كلمة خير ..تبدو متنافرة حد التضاد مع ما يجري في الواقع المعاش
لكن هذه ميزة الواقع المتخيل الذي نسبح في ارجاءه طوال اليوم
حيث يبدو كل ما يدور هناك مجرد مشاهد تمثيلية من فيلم أمريكي متقن الصنع
مجرد صور .. صور .. صور
...