Thursday, September 13, 2012

اكتشافات متأخرة


كن حذرا ياصديقي وأنت ترفع الغطاء عن الذكريات، فقد تفاجأك رائحتها العطنة، فالذكريات تعطب كما الفاكهة عندما تمنع عنها الهواء!
لم أقصد أن أكفن ذكرياتنا معا بتلك الطريقة غير الصحية، فقط.. حاولت تغطيتها كي أعبر بسلام فوق تلك الهوة التي كادت تودي بحياتي، وربما لم تكن لتنجو بحياتك أنت أيضا.. فلنقل إذا أني انقذتنا معا على حساب الذكريات!
ما قيمة الذكريات في مقابل حياتي؟ حتى لو لم يكن لها طعم أو رائحة!
أتدري.. كان بودي أن أحكي لك عن تلك الأوقات التي أسرفتها في محاولة تشذيب ما قد "كان" ليبدو أجمل كلما مررت به، أو ربما عن حركاتي البهلوانية من أجل الحفاظ على توازني دون أن أسقط أو عن دوراني وسط دوامات من الأفكار مشحونة بأسئلة درويش: لماذا؟ وكيف؟ ومَن؟؟
مَن أنا لأظن أن ذلك قد يحدث فرقا بالنسبة لك؟
أنا التي تكتشف في وقت متأخر أنها لم تكن سوى عبور خفيف فوق روح مثقلة غير عابئة بالراحلين.
لا ألومك يا صديقي.. فات زمن الملام..
ولم يعد مناسبا لكلينا.. أن نحكي أو نتذكر..
فقط.. أغلق قوسا فتحته أنت دون أن تدري.. وتركتني أحاول مليء فراغه وحدي.