Sunday, April 17, 2011

عصيان


بعد ذرف الكثير من الدموع، وسكب المزيد من الحبر على الورق الأصفر، لم يعد هناك من طريقة لإعلان عصيانها على الحياة، سوى السكين الصغير، ذات المقبض الأسود، لتشق طريق الدماء إلى كفها.

بقليل من الألم وبمزيد من اللون الأحمر، تراقب تسرب الروح من جسدها الملقى دون مقاومة على الأرضية البيضاء الباردة، لا شيء يشغلها سوى مرور الوقت ببطيء وكأنه يقاوم ذهابها.

بطريقة تبدو درامية، تظهر العديد من الأيادي تغيم الصورة أمامها، لتخرج من نفق أبيض إلى نفق مظلم، تلوح فيه أصواتهم، فتفتح عينيها لتجد الأرضيون بعيون آثمة.

بشيء من خوف، تكرر المشهد.. ولكن بالقليل من الدماء، مستمتعة بالشقوق التي باتت تقاسمها الوجع.

بجسد مهتريء، تستلم لنصل غادر يسلمها للسماء في غمضة عين، وللمرة الأولى دون أن تشعر بشيء!

Saturday, April 16, 2011

محاولة


انتهاءً.. لم أكن أنوي الاستمرار في بيع أجزاء جسدي بمقابل بخس، وقفت على باب المحل ذي الباب الزجاجي الضخم، ودفعته بقوة يدي اليسرى، لتواجهني البائعة ذات البدلة الرمادية.

نظرتها المغلفة باللامبالاة، حفزت لدي الفكرة مرة أخرى، قدمت لي عرض الأسعار لهذا اليوم، كانت جميعها تحمل رقما واحدا مكونا من خانتين.

وقتها تأكدت أني أبعد ما يكون عن رفاهية الاختيار!

كان قراري في الأساس.. مجرد اختيار.. أن أبيع ماهو زائد عن حاجتي من أجزاء جسمي.. لكن الآن أصبح ضرورة يقتضيها الاستمرار في الحياة.

خرجت عازمة على إيجاد سوق بديلة، ربما أبدأ تعاملي مع تجار النواصي القادرين على منحي مقابل مرضي!!

على رأس الشارع المتفرع إلى اثنين وقفت في انتظار ظهور أحدهم، علقت شارة صفراء تعني رغبتي في البيع، وارتكنت إلى الحائط المليء بالملصقات الملونة.

اقترب مني محاولا الاستفسار عما أرغب في بيعه، فأجبته: "المهم لأعلى سعر".

تحرك مبتعدا دون إجابة، تاركا الوقت يخفض من السعر بمروره الثقيل... ليواجهني بعد انتصاف الليل بقليل. دون أن ينطق، بدأت في اقتطاع أجزاء مختلفة مني، في انتظار الوريقات الملونة التي يخرجها بحذر من جيب بنطاله الخلفي.